الأمر المستمر منذ 50 عاما، هو النكسة، أضف إليها النكبة، التي هي مستمرة أيضا، ولا مدعاة للتفاؤل أن شيئا ما سيتغير، تماماً مثلما أوسلو الذي هو مستمر، ومفاوضاته المتوقفة المستمرة بصيغ متجددة، والقيادة الحالية مستمرة في مكانها دون انتخابات تجدد شرعيتها.
والشيء الأكبر أننا نعيش كذبة كبيرة مستمرة: أن الاحتلال سيسمح لنا بإقامة دولة مستقلة، وأننا نملك أن نتنازل عن حائط البراق، كما قال جبريل الرجوب. كتب جدعون ليفي في صحيفة هآرتس نفس الشيء عن الكذبة التي تأتي وراءها كذبة، معترفا بأن هذا الاحتلال مبنيٌ على الأكاذيب منذ بدايته، وأنه ليس فيه كلمة صادقة واحدة، ولولا أكاذيبه لكان انهار منذ زمن داخل عفنه.
والحال تماما مشابه عندنا، فلولا الكذب لما استمر شيءٌ على حاله البغيض الحالي، نحن نكذب على أنفسنا بأن لنا دولة، وبأن لنا وزارات ومؤسسات، ونكذب على أنفسنا بأننا نستطيع أن نقرر في شؤوننا، ونكذب بأننا نحقق انجازات تلو الإنجازات. وبقدر ما يتجاهل الاحتلال أنه احتلال فإننا نتجاهل أننا لو تخلصنا منه بإمكاننا النجاة.
لن ننجو، لأن الانسان فينا لم يسمح له أحدٌ بالنجاة.
الفلسطيني لم يعد صالحا، كما نقرأ عنه في الكتب، وكما يظن الآخرون في الخارج، الفلسطيني "خربان"، فبعد سنوات طويلة من النكبة والنكسة وأوسلو لم يتبق من قيم وسلوكيات ومبادئ وأخلاقيات الفلسطيني شيء. أفسد الفلسطيني ففسد. وكل نكسة والمسؤولين عنها بخير.