السبت  23 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ترجمة الحدث | كيف تجرأ مسؤول فلسطيني كبير على التحدث عن السلام؟

2017-06-07 03:52:25 PM
ترجمة الحدث | كيف تجرأ مسؤول فلسطيني كبير على التحدث عن السلام؟
جبريل رجوب

 

ترجمة الحدث- أحمد بعلوشة 

 

نشرت صحيفة هآرتس مقالا تحليليا لمقابلة اللواء جبريل رجوب، فيما يلي نص التحليل: 

 

ليس هناك خيار، ويجب وضع حد لجبريل الرجوب الذي يواصل الانفصال عن السلام.

 

في مقابلة معه ليلة السبت مع القناة الإسرائيلية الثانية، ألقى الرجوب قنبلة وقال "أننا نتفهم أن الجدار الغربي مقدس بالنسبة لليهود ويجب أن يبقى تحت السيادة اليهودية".

 

إذن، يثبت الرجوب أن خطته الخطيرة والتخريبية والمخططة تتمثل في أن المؤتمر العام السابع لحركة فتح الذي عقد قبل ستة أشهر قرر أن "يجب حل الصراع لدولتين وشعبين، وبذلك سيكون الاحتلال غير عنيف". لماذا اللاعنف؟ للسماح لهم بتفجير الحافلات؟ وبالتالي نقوم نحن بقصفهم في المقابل؟

 

ثم تحدث جبريل عن المزايا الاقتصادية للسلام التي ستجلب لكلا الطرفين، وفي الختام قال "أنا أناش الاسرائيليين استخلاص الاستنتاجات الصحيحة، دعونا نمهد مستقبلا لأطفالنا وأحفادنا، مستقبل نتعامل فيه مع بعضنا البعض كجيران بدلاً من أن نكون أعداء، وذلك يعتمد علينا".

 

"أقول لكم بشكل قاطع أن لديكم شريك"، وأضاف "فتح شريك، والرئيس أبو مازن شريك، وهو على استعداد لتوقيع اتفاق دولتين لشعبين. لقد حان الوقت لذلك، ونحن ندرك وجودكم وحقكم في بناء دولتكم والعيش فيها بسلام وأمن، ولكن داخل حدود عام 1967".

 

والآن بات واضحاً مدى خطورة الرجوب الذي لا يريد أن يفهم أننا قد خضعنا للتحول، لقد تغيرنا من أمة تسعى لتحقيق السلام إلى دولة تسعى إلى الاستثمار العقاري، من الحديث عن الأرض باعتبارها وديعة للسلام إلى غطرسة قوة غظمى. لقد سقطنا في حب الأراضي ونحن لسنا على استعداد لإعادتها لهم، بغض النظر عن ما يقول الرجوب.

 

وخلال الاسبوع الماضي، كتب العديد من الناس عن حرب الأيام الستة عام 1967، وحاولوا تفسير لماذا لم نكن نحن الاسرائيليين حكماء بما فيه الكفاية لترجمة انتصارنا العسكري إلى اتفاق دبلوماسي من شأنه أن يحل الصراع. لقد كتبوا عن انتشار المستوطنات، وعن أرض الأجداد والمصالح الأمنية. ولكن ليس عن العامل الاقتصادي، على الرغم من أن الصراعات على الأراضي والموارد الطبيعية والمياه والقوى العاملة هي تفسيرات مشتركة لاندلاع الحرب وعدم الاستعداد لإنهاء الاحتلال.

 

وهذا العامل يؤثر علينا أيضا، فبعد بدء الاحتلال مباشرة، اكتشف المقاولون والصناعيون والمزارعون أنهم يستطيعون توظيف عشرات الآلاف من الفلسطينيين بأجور أقل بكثير مما يدفون للإسرائيليين. بالنسبة لهم، كان هذا مفيداً جدا ولم يحصلوا فقط على قوى عاملة زهيدة، ولكنهم أضعفوا أيضاً أجور العمال الإسرائيليين، لأنَّ هؤلاء العمال باتوا يواجهون المنافسة.

 

وفي الوقت نفسه، اكتشفت الصناعات الاسرائيلية سوقا جديدة كبيرة تضم ملايين الاشخاص، حيث بدأت شركات الاغذية مثل تنوفا ببيع منتجاتها للفلسطينيين، وقامت نيشر بتزويدهم بالاسمنت، وقدمت تيفا الأدوية لهم، ومصانع تكرير النفط باعت لهم الوقود، ومنافذ اسدود وحيفا عملت على تفريغ البضائع الاستهلاكية للسوق الفلسطيني، وقدمت الشركات الإسرائيلية الكهرباء لهم عبر السلطة الفلسطينية.

 

وبإلقاء نظرة على تشديد الجيش بشكل دوري للحصار على قطاع غزة والمزارعين في الجنوب، تتحول الأمور إلى مطالبة بإعادة فتح الحدود -وليس ذلك بالضرورة حبا للشعب- لأنهم يخشون أن فائض الفواكه والخضروات سوف تذهب إلى النفايات. أو بإمكانك مشاهدة كيف قامت صودا ستريم التي تم نقل مصنعها من مستوطنة معاليه أدوميم إلى رهط في النقب، كيف أنها تبذل كل ما في وسعها لإعادة توطين الفلسطينيين الذين كانوا يعملون في السابق.

 

والنتيجة هي أن العديد من الناس الذين كانوا مستعدين للتوصل إلى حل وسط وإقامة دولة فلسطينية مستقلة قد بدؤوا يقولون إننا يجب ألا ننسحب ولا يوجد أحد في الجانب الفلسطيني لنتحدث معه.

 

لذلك، إذا بدأت المفاوضات، علينا أن نولي اهتماما خاصا للقضايا الاقتصادية، من أجل إقناع الإسرائيليين بأن حالتهم الاقتصادية لن تتفاقم، بل ستتحسن فعلاً نتيجة اتفاق سلام ممكن، وهذا ما يدركه الرجوب جيداً.