ثلاثُ ذئباتٍ يُحدِّقْنَ فيه:
ظلُّكِ وروحُكِ وجسدُكِ
ثلاثُ ذئباتٍ من نارٍ ومن حنين
يُقلِّبنَ المدى بحثًا عن قلبه..
جائعاتٍ له:
- كُلي قلبَه ستحبينَهُ أكثرَ ويحبُّكِ
- امضغيه كورقةٍ جافةٍ في زمن المجاعاتِ
وأرنبٍ متيبِّسٍ منذُ عصر الجليدْ
- ضمِّخي ماءَ عينيهِ بشبقِ مخالبِكِ
ودماءَ عُوائهِ المجروحِ بالتماعةِ نابيْكِ القاطِعَين.
ثلاثُ ذئباتٍ يُحِطْنَ بهِ
وعنقُهُ جهةٌ رابعة
تهمسُ الذئبةُ الظلُّ للذئبةِ الرّوح:
- سأُصبحُ بيضاءَ كالثلج إن مسَّتْني شهوتُهُ.
تهمسُ الذئبةُ الرّوحُ للذئبةِ الظلِّ:
- سأُصبحُ شاعرةً لو عضَّني شغفُهُ.
تهمسُ الذئبةُ الجسدُ للذئبتينِ:
- سأُصبح آدميةً كالنساءِ إذا ما مرَّرَ لسانَهُ على فرْوي
ولهبَهُ على جمرتي.
ثلاثُ ذئباتٍ يبتعِدْنَ
يدُرْنَ في الغابةِ عامًا ويرجِعْنَ
والذئبُ يلوكُ الرياحَ الأربع هامسًا لنفسه:
- لو جاءتِ الذئبةُ الظلُّ
سأُصبحُ أبيضَ كالثّلجِ إنْ مسَّتْني شهوتُها.
لو جاءت الذئبةُ الروحُ
سأصبحُ شاعرًا لو عضَّني شغفُها.
لو جاءت الذئبةُ الجسدُ ومرَّرتْ لسانَها على فرْوي
ولهيبَها على جمرتي
سأُصبحُ كذكورِ الآدميين..
وأنساها..!
ثلاثُ ذئباتٍ
والسَّنةُ الطويلةُ تسيرُ على مَهْلها
والذئبُ لا يفتحُ بوابةَ جهتِهِ الرَّابعة
خائفًا إن اقتربْنَ أن يُصبحنَ ذئبةً واحدةً
ويغدو ثلاثةَ ذئابْ!
القصيدة من ديوان جديد صدر للشاعر بعنوان (الحب شرير) عن الدار العربية للعلوم بيروت.