حين تحوّلت عن الشيئية إلى الكونية..
و تخلصت من كلّ زائدٍ عن رفلة الروح.. رميت عني هواجس الحياة المادية.. حينها ولجت عميق الوجود.. و رأيتك..
حين لم تعدّ تستفزني حبّات الغبار على الطاولة.. الملابس المرميّة.. انزياح الصورة الكاملة.. و كريستال الآنية.. حينها تحرّرت يداي.. و التقطك..
حين توقفت عن الاكتراث بالسيارة الفارهة.. الحقيبة.. و الانتصارات الغبية.. و لم تعد تلهيني الأحلام اللحظيّة.. تركت كلّ جماد و إن كان حلية.. حينها صرت سماء.. و حضنتك..
حينها فقط.. عرفت أن الحياة رحابة الكون فيّ.. مدى الشمس.. أخضر المرج.. عميق البحر.. ذائب الهواء.. صوت الأرض.. و أنها سفر السماء.. ضحكة عيون و همس روح..
حينها عرفت أن القلب الرابض بالحبّ هو كلّ اتجاهات الروح.. و أن الكون دائماً بي نور.. و أنّ الربّ فيّ نبض الحبّ.. و الحبّ يخلق كلّ نور..
حينها فقط وجدتني.. حيث دائماً أنتظرك برحابة.. حينها فقط عرفتني و عرفتك.. و أصبحتَ لي كلّ اتجاه.. و أصبحتُ لك قبلة و وطن.