ترجمة الحدث - احمد بعلوشة
نشرة صحيفة هآرتس الاسرائيلية في افتتاحيتها عن الوضع الكارثي في غزة.
وفيما يلي نص الافتتاحية المترجم:
في هذه الأيام، تتنازع السلطة الفلسطينية مع حركة حماس، بينما تصارع إسرائيل الطرفين، وكل ذلك يأتي على حساب مليوني شخص ظلوا محاصرين منذ حوالي 10 سنوات، وعلاوة على كل ذلك، الآن أصبحوا بلا كهرباء تقريبا.
وعلى بعد حوالي ساعة بالسيارة من وسط إسرائيل، تحدث كارثة إنسانية واسعة النطاق. وتقوم إسرائيل - وهي المسؤولة إلى حد كبير- بسحب أقدامها. وبدلاً من تجديد إمدادات الطاقة الكاملة لقطاع غزة، فإنَّ إسرائيل تلعب جنباً إلى جنب مع الاعتبارات السياسية للسلطة الفلسطينية، وتستخدمها ذريعة لمواصلة الاعتداء على القطاع، ولكن لا عذر سيقلل من دور إسرائيل في الكارثة المترقبة.
ويكفي قراءة تقرير محمد يوسف العزايزة، المنسق الميداني لقطاع غزة في المركز القانوني لحرية الحركة، لفهم أبعاد الكارثة. حيث زار عزايزة مستشفى الرنتيسي للأطفال خلال هذا الشهر ووصف الوضع هناك حيث 4 ساعات فقط من خدمة الكهرباء يومياً. وقال مدير المستشفى الدكتور محمد أبو سلمية إنَّ "الوضع كارثي". حيث أنه وفي وحدة العناية المركزة بالمستشفى يكون الأطفال على أجهزة تنفس تعمل بواسطة مولد كهربائي يمكن أن ينطفئ في أية لحظة، وقال أبو سلمية: "إننا نخسر الكثير هنا".
الوضع في قطاع غزة واضح، وبعيداً عن المعاناة اليومية التي لا توصف لدى سكان غزة نتيجة انقطاع التيار الكهربائي، فإنَّ حياة المرضى والمواليد الجدد والرضع والخدج والمسنين وذوي الإعاقة الذين يعتمدون على إمدادات الطاقة العادية جميعهم معرضون للخطر. ويجب على إسرائيل ألا تواصل الانتظار حتى يموت الرضع والمرضى قبل وضع حد لهذه المعاملة السيئة مع غزة.
ومن الصعب أن نفهم كيف يمكن للبلد الذي يعجل بإرسال مساعدات إنسانية إلى كل موقع حدثت فيه كارثة في العالم تقريباً، أن يغلق قلبه وعينيه على كارثة إنسانية تتكشف في فنائها الخلفي، وهذا بالفعل ما تقوم به إسرائيل حيال قطاع غزة.
عند هذه النقطة، يبقى مصير شعب غزة في أيدي إسرائيل، وتسيطر إسرائيل على إمدادات الطاقة الخاصة به، فضلاً عن ضرائبها التي تقتطع من مدفوعات الكهرباء. وفي أي لحظة يمكن لإسرائيل تجديد إمدادات الطاقة إلى قطاع غزة إذا قررت ذلك. والأمر الآن بات متروكاً لإسرائيل.
وبات الآن هناك نحو مليوني شخص - بما فيهم المسنين والمرضى والأطفال- يحاولون البقاء على قيد الحياة ضمن أربع ساعات من الكهرباء يومياً وقد يتم تقليصها كما يطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الآن. لكن يبقى على إسرائيل أن تضع حداً لإساءة معاملة سكان غزة بأقصى سرعة ممكنة.