الأربعاء  27 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

بهدوء/ بقلم: جمال زقوت

2017-06-19 09:53:14 PM
بهدوء/ بقلم: جمال زقوت
جمال زقوت

 

لا يمكن لأحد أن يحلل أو يكتب بهدوء حول واقع متدهور ويحمل في داخله كل عناصرالانفجار ، خاصة و أن من هم مطالبون بمعالجته و وقف تدهوره ، ليسوا جاهزين للاستماع لرأي أو نصحية .

 

و أن التدهور يتعاظم و تتفاقم تداعياته الإنسانية الناجمة عن حسابات فئوية يدفع ثمنها الناس على جلودهم و قدرتهم على التحمل .

 

إن أية مقاربة واقعية لأزمة الانقسام، و رغم مرور عشر سنوات ، وما احدثه الزمن من نحتٍ لواقع مؤلم و مختلف ، كانت و ما زالت بسيطة و في متناول اليد .

 

وحتى تكون قابلة للتطبيق، فهي بحاجة ربما إلى الإقرار أولاً و قبل أي شئ بأن قدرة أي طرف على نفي الطرف الآخر أو إلحاق الهزيمة به هو أمر مستحيل و لا يتمخض عنه سوى نزيف مستمر في جوهر مكونات قضيتنا ، و قدرة شعبنا على الصمود و حمايتها من المتغيرات الهائلة والتحولات التاريخية الكبرى التي تشهدها المنطقة و العالم برمته .

 

الطبيعي و المنطقي أنه وفِي ظل هكذا تحولات كونية و منعطفات تاريخية ومجريات تطحن في طريقها الأمم الضعيفة و المفككة ، أن تنحاز القدرة على إجمال المساومات للحالة الداخلية الكفيلة بمعالجة أسباب الضعف و التفكك والقادرة على مواجهة الأخطار الخارجية ، أي الأخذ بقانون تغليب التناقض الرئيسي على كل التباينات الداخلية باعتباره الأهم و المدخل الوحيد الذي بدونه لا يمكن الصمود في مواجهة اسرائيل التي تعتقد وتتصرف كأنها على أبواب تحقيق نصرها التاريخي و الحاسم على شعبنا و شعوب المنطقة برمتها .

 

إن محاولة التكيف مع متطلبات هذه المنعطفات وتبرير الانحناء للعاصفة بلا حدود أو ضوابط ،لا يقل خطورة عن فكرة التصادم الأهوج و غير المحسوب معها.

 

صحيح أن أزمة قطاع غزة ليست إنسانية و مضمون المصالحة المطلوبة لحل أزمته هي ليست مقاربة مصالحة اقتصادية كما يريد نتانياهو ، بل هي بمعالجة جذور هذه الأزمة و الاستعداد لإدارة التباينات كعنصر قوة مشروعة ، و مكانة القطاع كرافعة للمشروع و المستقبل الوطني لشعبنا على هذه الأرض ، ولكن السؤال هو مسؤولية من الوصول إلى تحقيق ذلك ؟ و هل تعميق الأزمة الانسانية يساهم في تحقيق هذه المعالجة أم يجعلها بعيدة المنال و ربما غير متوفرة .