السبت  23 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

أموال الكاتشب وكيري ونحن!

مقال رئيس التحرير

2013-12-08 00:00:00
أموال الكاتشب وكيري ونحن!
صورة ارشيفية

رولا سرحان

رحل غودو، الذاهب – العائد؛ وأقصد جون كيري. كيري بالنسبة لنا، كما هو «غودو» بالنسبة لأبطال مسرحية «في انتظار غودو» التي قرأناها صغاراً، فائقة الشهرة في المسرح العبثي، فكل شيء ضربٌ من العبث في هذه المسرحية لأن حياة أبطالها تتمحورُ حول «غودو» الذي لا يأتي لكنه يمثل لكل منهم شيئاً ما؛ الأمل، الفرح، اليأس، السعادة، الموت، اللا جدوى، الحزن، العجز، الانتحار، الأفق، الحياة والمقدرة.

وها هو كيري الآن يمثل لنا كل شيء، المال، الاقتصاد، السياسة، الذرائع، المفاوضات، الدعم، الرواتب، الخطط، الحليف، الوسيط، الغريب والقريب. وكل هذا في سياق درامي شبيه بالسياق الدرامي لمسرحية «في انتظار غودو» التي ليس لها بداية أو وسط أو نهاية، وفق ما هو متعارف عليه في مفهوم أرسطوطاليس للسياق الدرامي. 

«في انتظار غودو»، ليس هنالك أحداث تروى، لأن لا شيء يحدث في المسرحية كما جاء على لسان أبطالها أكثر من مرة. وعندنا لا شيىء يُروى أو يُقال لاحتمالين: الأول، لأنه فعلاً لا شيء يحدث، والثاني: لأنه يحدث الكثير لكن لا أحد يُطلع «السادة الشعب» على ما يحدث.

قبل نحو تسع سنوات نشرت صحيفة النيويورك تايمز مقالاً، يقول كاتبه روبرت ورث؛ إن ثروات الآخرين ساعدت في تغيير حياة كيري الذي نشأ حياته فقيراً، وقام بعض أقربائه بالإنفاق عليه لإنهاء تعليمه، وأن من نشله من حالة «الفقر» في مراحل لاحقة من حياته كانت أموال زوجته تريزا هاينز التي ورثتها عن زوجها السناتور جون هاينز وريث شركة إنتاج الكاتشب العالمية «هاينز».

فهل ستغير أموال كيري التي يحملها إلينا في خططه حياتنا كما شكلت أموال الكاتشب حياته؟ سؤالٌ نتركه برسم إجابتكم بعد قراءتكم تفاصيل خطة كيري التي تنشرها اليوم صحيفة الحدث، إيماناً بأن من حق كل فرد أن يقرأ ويفكر ويؤيد أو يعارض ما سيقرأ.