طارق العربي
أحتاج من يمسك يدي
من يتفقدني في غيابي ويناديني
إن نسيت أو تأخرت…
أنا أنسى دائماً
ولا أتذكر إلا جرس الانصراف،
والموت جرس يرتب مواعيده
حتى يجيء ويناديني
أحتاج من يلومني في شؤوني الصغيرة
من يغلق الباب بوجه أصدقائي
ويفتح لي باب العتاب.
ومن يذكرني بواجبات الناس
بيوت العزاء والأعراس والأصدقاء
وبواجب الأخوات البعيدات.
أحتاج من يشتري فاكهتي الذابلة
من يمسك يدي ويقول لي: من هنا الباب
صباح الخير، ولا ترجع حتى المساء
أو شيئاً مثل هذا.
أحتاج من يُذكرني بالصباح
أو يذكره بي.
أو يطرق الباب..!
كان يفكر بك في الطريق إلى نابلس، وتذكر
كيف نسيَ وصف شعركِ حين حرّكته الريح المعاكسة.
أراد وصف غموضك وقدرتك المصطنعة على عدم الانتباه، ونسيَ..
رغم أنكِ منتبهة لصوته وانفلات يده في الحديث.
تذكر أن الوصف بقي خلف الصورة دون أن يكتبه أو يقوله.
تذكر وهو ينظر لمصاطب الجبال.. أن الجبال ستركض
ستركض حتى تصل نابلس بدمشق…
حتى تختفي أو يطرق الباب .