ترجمة الحدث- احمد بعلوشة
نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تقريرا حول الشرطة الإسرائيلية وكيف وصل رئيس جهاز الشرطة الحالي إلى منصبه.
وفيما يلي نص التقرير:
روني ألشيش، هو نائب سابق لرئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشين بيت"، وكان قد وصل إلى منصبه الحالي كمفوض للشرطة لأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن جلعاد أردان يريدان شخصاً من الخارج "أي خارج صفوف الشرطة". وقد تساءل الكثيرون في ذلك الوقت عما إذا كان من المناسب إحضار مفوض لم يصل إلى منصبه من خلال انضمامه إلى الشرطة، بل من خلال أجهزة المخابرات التي تحارب التخريب الداخلي، وبذلك لم يفهم تماماً جوهر وظيفة الشرطة وعملياتها اليومية.
وبعد عامين، يبدو أن ألشيش يجد صعوبة في استيعاب أن مهمة الشرطة هي حماية المواطنين، وليس لحماية أنفسهم من المواطنين. لم يتمكن من تخليص نفسه من فكرة أن المواطنين معاديين للشرطة، ويتعامل مع الأمر على أنهم أعداء. وهذا واضح ليس فقط في موقفه تجاه العرب الإسرائيليين، الذي يفترض ألشيش فيهم أنهم يقومون بتخريب البلاد.
أحدث اختراعات واقتراحات ألشيش تجسد ارتباكه العميق، حيث اقترح هذا الأسبوع أن تمول الشرطة الدعاوى المدنية من قبل رجال الشرطة ضد الأشخاص الذين يقومون بالتشهير بالشرطة علناً، وجاءت هذه الاقتراحات عقب إهانة موظف عمومي "يانيف كوبوفيتش" الخميس المنصرم. فهل الشرطة أكثر ضعفاً من غيرها للتحريض على وسائل الإعلام الاجتماعية؟ وما هي الرسالة التي ترسلها الشرطة إلى ضحايا التحريض الذين لا يعملون لصالح منظمة تستطيع تمويل الدعاوى المدنية من أموال دافعي الضرائب؟
والأكثر إثارة للسخرية، هو اقتراحه بإنشاء حركة شبابية تثقف الأطفال في مجال طاعة القانون وتعزيز قيم الشرطة. ويأمل ألشيش، -الذي تبنى فكرة سمعها من طفل- بمواجهة التأثير السلبي للأبوين على الطفل. مرة أخرى، يتم تصوير المواطنين والآباء في هذه الحالة على أنهم قوة معادية تتطلب من الشرطة أن تعمل كمعلم بديل. وتعمل الشرطة ووزارة التعليم بالفعل على تطوير الأنشطة والبرامج لهذه الحركة الشبابية دون أن تسأل نفسها: منذ متى أنشأت قوات الشرطة مجموعات شبابية؟
من المهم تعليم الأطفال القيم، والحركات الشبابية هي عنصر مفيد للنظام الذي يتألف من جميع أولئك الذين يشاركون في تشكيل الشباب في المجتمع، ولكن هذا ليس بالتأكيد وظيفة الشرطة التي هي بالأساس مسؤولة عن إنفاذ القانون والحفاظ على السلم.
ومن المهم أيضا أن يهتم ألشيش بقيم الشباب الإسرائيلي. لكنه سيخدم هذا الملف على نحو أفضل من خلال زيادة النشاط التعليمي بين رجال الشرطة لديه، حتى يكونوا مثالاً جيداً للأطفال، ويأتي ذلك من خلال التعامل بدقة مع الحالات التي يتصرف فيها رجال الشرطة بتناقض مع قيم الشرطة -تلك القيم نفسها التي يسعون إلى غرسها في الصغار-.