ترجمة الحدث- أحمد بعلوشة
نشرت صحيفة هآرتس صباح اليوم الاثنين الموافق 26-6-2017 تقريرا حول وقف التحويلات الطبية لعلاج أهلنا في قطاع غزة.
وفيما يلي نص التقرير المترجم:
في الوقت الذي يتركز فيه الانتباه على تخفيض كميات الكهرباء الواردة إلى قطاع غزة، تشير شهادات من القطاع إلى أن السلطة الفلسطينية خلال الشهرين الماضيين منعت أيضا مرضى غزة من مغادرة القطاع لتلقي العلاج الطبي.
وأفاد الفلسطينيون في غزة بتأخيرات غير مبررة في الحصول على تصاريح من السلطة الفلسطينية في رام الله لمغادرة القطاع لتلقي العلاج في "إسرائيل" أو الأردن أو الضفة الغربية. وقد عززت هذه الشهادات البيانات التي تلقتها منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان في إسرائيل، مما يشير إلى أن وزارة الصحة الفلسطينية قد توقفت عن تسهيل العلاج لسكان غزة.
ووفقا للبيانات، فقد تأخرت السلطة الفلسطينية في إصدار قسائم الدفع لأكثر من 1600 مريض من غزة، بمن فيهم المرضى الذين يعانون من السرطان وأمراض القلب، والأطفال الذين يحتاجون إلى علاج غير متوفر في غزة. أكثر من 90% من المرضى الذين طلبوا هذه القسائم خلال الشهر الماضي لا زالوا ينتظرون. ومن كل 120 طلب يتم تقديمه يوميا لوزارة الصحة، فقط حوالي 10 يحصلون على الموافقة.
وعلى النقيض من ذلك، صدر في عام 2016 ما معدله 2041 قسيمة دفع لمرضى غزة كل شهر. وجاءت التغييرات في بداية ابريل من العام الجاري، حيث انخفض عدد القسائم إلى أقل من 2000 قسيمة، وفي مايو، انخفض عدد القسائم الصادرة لصالح سكان غزة ليصبح بضع عشرات فقط. وفي الوقت نفسه، تنكر وزارة الصحة في رام الله حدوث أي تغيير في السياسة أو في عدد القسائم الصادرة.
المرضى وأسرهم باتوا قلقين. وقال ناشط في مجال حقوق الإنسان إنه "في وسائل الإعلام ركز الجميع على الكهرباء ولكن موضوع موافقات العلاج الطبي هي بلا شك مصدر قلق كبير بالنسبة لكثير من الناس، والمشكلة هي أن لا أحد يقدم أجوبة حول هذا الأمر.
عائشة المجدلاوي "14 عاماً" من مخيم جباليا شمال قطاع غزة تعاني من مرض وعائي يؤثر على تدفق الدم إلى الكبد والطحال. ولمدة 10 سنوات تم تمويل علاجاتها في مستشفى إخلوف بتل أبيب من قبل السلطة الفلسسطينية. غابت مجدلاوي عن العلاج في 21 يونيو، لأن وزارة الصحة الفلسطينية رفضت إصدار قسيمة دفع لها. وقد أعيدت جدولة علاجاتها إلى 31 يوليو/ تموز وهي تنتظر القسيمة.
والد الإبنة المريضة: لا أعرف ماذا أفعل
وقال والد عائشة: "حالة ابنتي تتدهور وحياتها مهددة. أذهب كل يوم إلى وزارة الصحة في غزة في محاولة للحصول على التحويلة" مضيفا: "حاولت التواصل مع رام الله ولم أعد أعرف ماذا علي أن أفعل لكي تحصل ابنتي على علاجها في إسرائيل".
في نهاية الأسبوع الماضي، قام وفد من منظمة الصحة العالمية بزيارة إلى غزة للمرة الأولى منذ تكثيف أزمة الكهرباء مطلع مايو المنصرم. وأجرى الأطباء الخمسة المتوطوعون عمليات جراحية في مستشفى الشفاء بغزة والمستشفى الأوروبي في خان يونس، وجلبوا معهم الأدوية والمعدات الطبية.
وعلم الوفد أن نقص الدواء المخدر "فنتانيل" يهدد بإغلان جميع غرف العمليات في المستشفيات العامة في غزة. وتقول مصادر طبية في القطاع إن النقص ينبع من رفض السلطة الفلسطينية نقل الدواء من مستودعات وزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.
وقال صلاح يحيى الذي ينظم وفوداً طبية لمنظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان: "في كل مرة ندخل فيها غزة، يبدو الوضع أسوأ"، وأضاف أن "حل الأزمة يجب أن يكون فوريا، وذلك من خلال نقل الأموال والكهرباء والأدوية وفتح غزة على العالم الخارجي وحرية تنقل السكان، ونقل المساعدات الإنسانية العاجلة".