الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

كرفانات إيواء في غزة تغرق في المطر

2014-10-31 04:41:01 PM
كرفانات إيواء في غزة تغرق في المطر
صورة ارشيفية

الحدث- علا عطا الله 
 
لم تتخيّل الفلسطينية مروة النجار، (34 عاما)، أنّ الكرفان الحديدي الذي تسكنّه منذ عدة أسابيع، هربا من غزارة مطر قادم، وبرد يلسعها هي وصغارها الأربعة، سيتحول من مركز للإيواء والدفء، إلى ما يُشبه السفينة الغارقة في البحر.
 
وتعالت صيحات خوف النجار أمام مشهد مياه الأمطار الغزيرة، وهي تتدفق بسرعة إلى داخل الكرفانات الحديدية، التي تأوي نازحين، في بلدة خزاعة، جنوبي قطاع غزة.
 
ولم تجد النجار أمامها وسيلة سوى البكاء، والتضرع إلى الله، وهي تحاول انتشال أطفالها النائمين، فهي كما تقول لوكالة الأناضول، وقفت عاجزة عن استيعاب الموقف.
 
وأضافت بنبرات تملؤها الحسرة: "كنا نظن أنّ هذه الكرافانات ستكون ملاذا آمنا، لنا ولأطفالنا، وها هي تغرق، ونغرق معها".
 
وتسكن النجار، في كرفان حديدي، بعد أن دمرت الحرب الإسرائيلية، الأخيرة على قطاع غزة منزلها المكون من ثلاثة طوابق.
 
وسارعت طواقم الدفاع المدني، اليوم الجمعة، إلى إنقاذ وانتشال العائلات من الكرفانات التي تدفق إلى داخلها المطر، وتسبب بإغراقها.
 
وقبل نحو أسبوعين، تدفقت المياه إلى الكرفانات، عقب المطر الغزير على قطاع غزة.
 
ويقول الخمسيني "رأفت كلاب"، وهو ساكن آخر لهذه الكرافانات، إنّ مياه الأمطار التي هطلت بغزارة، تدفقت بشكل سريع للمنطقة التي تتواجد بها الكرافانات، لكونها منطقة منخفضة؛ الأمر الذي أدى، وفق تأكيده لارتفاع منسوب المياه عن الأرض، ودخولها إلى عمق الكرافات.
 
ويصف "كلاب" لوكالة الأناضول، المشهد بـ"المأساوي"، مضيفا أن العديد من العائلات هربت نحو المدارس للاحتماء بها من الغرق والبرد.
 
وتابع: "حياتنا باتت كالهاربين من الدلف إلى المزراب (مثل شعبي يعني: من مصيبة صغيرة إلى مصيبة أكبر)، هربنا من بيوتنا المدمرة، نبحث عن الأمان داخل هذه الكرفانات فإذا بها تغرق".
 
ويقطن أصحاب البيوت المدمرة، داخل كرفانات حديدة لا يتجاوز الواحد منها مساحة الـ"35" مترا.
 
ويمر فصل الشتاء ثقيلا قاسيا على متضرري الحرب الإسرائيلية الأخيرة، إذ يتسبب تدمير البنية التحتية بفعل القصف، وتجريف الأراضي، بإغراق عشرات المنازل.
 
ويقول شهود عيان، لوكالة الأناضول، إن المطر الغزير جنوبي قطاع غزة، تسبب في إغراق أحياء سكنية بأكملها، وتصدع كثير من البيوت المدمرة جزئيا، وتطاير نوافذها.
 
ودمّرت الحرب الإسرائيلية الأخيرة نحو 9 آلاف منزل بشكل كامل، و8 آلاف منزل بشكل جزئي، وفق إحصائيات لوزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية.

وأمس الخميس، بدأت وزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية ، بتوزيع كميات من الأسمنت اللازم لإعادة لإعمار المنازل المدمرة جزئيا، وفقا آلية وضعتها منظمة الأمم المتحدة بالتوافق مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية. 

 

 




الأناضول