ترجمة الحدث- احمد بعلوشة
استخدم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حق نقض الفيتو ضد قرار "القدس الموحدة" الذي طرحه، أمس الاحد، نفتالي بينت على اللجنة الوزارية للشؤون التشريعية ما أحبط التصويت على هذه القانون.
وكان وزير التعليم نفتالي بينيت قد سوّق للمشروع لعدة أسابيع، ولكن عندما لم ينتهي به المطاف إلى التصويت، لم يهدد بينيت بتصعيد التحالف بأي شكل من الأشكال، وقال فقط إن حزبه سوف يستمر في محاولة الدفع باتجاه مشروع القانون.
وحين يتعلق الأمر بنتنياهو وبينيت، فإن هناك الكثير من الدراما المتوقعة، حيث أن الاثنين منذ فترة طويلة هما على خلاف مع بعضهما البعض.
لكن بينيت كان هادئا بشكل غير معهود تقريبا بعد أن أوقف نتنياهو مشروع القانون.
وهذا الهدوء يمكن أن يكون نابعة من معرفة أن لاعب قوي موجود في ظهره.
من الواضح جداً أن مغامرة الأمريكي أديلسون لم تعد موجودة على جانب نتنياهو. وبعد عشر سنوات من رعاية صحيفة "إسرائيل هايوم" اليومية، يبدو أن أديلسون، أو زوجته مريم التي يعتقد أنها تقوم بدور أكثر مباشرة في هذا الوقت، يبدو أنهم حاولوا بشكل ملحوظ الانسحاب من الخط المؤيد لنتنياهو.
وبحسب صحيفة جيروسالم بوست حدث الانشقاق حين تم نشر محادثة بين نتنياهو وناشر يديعوت احرنوت أرنون موزس. وفي تلك المحادثات، عرض موز على نتنياهو أن تكون هناك صحافة إيجابية مقابل دعم مشروع قانون من شأنه أن يضر بصحيفة "إٍسرائيل هايوم".
ومنذ ذلك الحين، أدلى أديلسون بشهادته للشرطة في التحقيقات الجارية ضد فساد رئيس الوزراء الإسرائيلي.
إن أديلسون يبخث عن حصان جديد يراهن عليهط، ويبدو أن بينيت مرشح قوي جداً لذلك.
ويقول معسكر بينيت إن أديلسون لم يقل أي شيء صريح للوزير يشير إلى حدوث تحول، ولكنهم لاحظوا اتجاها إيجابياً.
وفي صور من الحدث الأخير خلال تدشين كلية الطب الجديدة في أرييل، كان الرجلان وزوجاتهم يتبادلون الابتسامات.
على الأقل، أديلسون يفضل مشروع قانون القدس الذي تم تصديره على الصفحة الأولى لإسرائيل هايوم، في حين كانت وسائل الإعلام الأخرى تركز على الجدار الغربي والقضايا التحولية.
سلوك نتنياهو فيما يتعلق بمشروع قانون القدس مدعاة للحيرة، ولكن الأسباب التي دفعت مكتبه لمنع مشروع القانون هي أسباب فنية، ويمكن بسهولة تفصيلها كأعذار وهي: أن اتفاق الائتلاق ينص على ضرورة تعزيز القوانين الاساسية والتعديلات عليها بتوافق الاراء بين احزاب الائتلاف. ما ينبغي أن يشارك وزير شؤون القدس زئيف ألكين في إقرار المشروعات التي تتعلق بالقدس.
لكن اتفاقات الائتلاف نادراً ما يتم الالتزام بها بالكامل، ولكن إلكين أحد المشاركين في مشروع قانون عام 2007 الذي يشبه إلى حد كبير نسخة المشروع الحالية لذلك من الصعب التصور أنه سيكون لديه اعتراضات كبيرة.
وعلاوة على ذلك، كان نتنياهو أيضا راعيا لمشروع انون عام 2007، حتى أنه كان يجادل لصالحه في اجتماعات اللجنة حين كان زعيماً للمعارضة. وبالاضافة الى ذلك، فمن المعروف اتهام نتنياهو للمعارضين السياسيين له بأنهم يرغبون في تقسيم القدس قبل كل انتخابات، لذلك معارضة هذا القانون هو تعزيز لموقفهم تجاه نتنياهو.
والاحتمال الأكثر معقولية هو أن نتنياهو يشعر بالقلق من انزعاج الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، في الوقت الذي يحاول فيه ترمب تعزيز محادثات السلام على الأرض.
لكن حظر مشروع قانون القدس يتناسب أيضاً مع نمط سلوك نتنياهو الذي يقوم على تخريب أي مخطط لأي شخص يحصل على نجاح سياسي.
على سبيل المثال، حين اصبح وزير المالية موشيه كحلون الوزير الاكثر شعبية في الليكود، وضع نتنياهو عقبات أمامه، لدرجة أن كحلون استقال من السياسة لبضع سنوات، ثم عاد رئيساً للحزب الديد كولانو.
وكان بينيت من كبار مساعدي نتنياهو، وبعد ذلك كان الاثنين قد أصبحت علاقتهم سيئة. والآن، قد يصبح بينيت هو الصبي الذهبي بالنسبة لأديلسون.