ترجمة الحدث- أحمد بعلوشة
نشرت صحيفة هآرتس الاسرائيلية تقريرا التقارب المصري و حركة حماس.
وفيما يلي نص التقرير الذي ترجمته الحدث:
من المقرر أن يزور الرئيس الفلسطيني محمود عباس القاهرة، غداً الأحد، لعقد اجتماع عاجل مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وتعتبر هذه الزيارة محاولة أخيرة من عباس لمنع الاتفاق النامي بين مصر وحكومة حماس في قطاع غزة.
ويحاول المصريون الذين فاجؤوا نظرائهم الإسرائيليين بعزمهم وسرعتهم في التقدم بالمبادرة مع حماس، تحقيق عدد من الأهداف في آن واحد: اقتراب حماس منهم وإجبار المنظمة على قبول النظام المصري، إضافة إلى الحدث من تأثير قطر في غزة، ومعاقبة عباس - الذي رفض الاستدعاءات المصرية للمصالحة مع دحلان في نهاية العام الماضي- ووضع دحلان في موقع يمكنه من أن يرث عباس في المستقبل كقائد قادر على السيطرة على كل من غزة والضفة الغربية في وقت واحد.
ويبدو أن هناك مصالحة محدودة بين حماس ودحلان، إلى جانب تخفيف الحصار المفروض على القطاع. وتحقيق أهداف مصر الطموحة ستكون أكثر تعقيداً.
لن تتخلى حماس أبداً عن السلطة من تلقاء نفسها، ولم تتغلب بعد على اشمئزازها من دحلان - الرجل الذي قمع حماس بقبضة حديدة بناء على أوامر من رئيس منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك ياسر عرفات في أواخر التسعينات.
وقال غازي حمد، أحد كبار قادة حماس في غزة، إنه يشعر بالاشمئزاز خلال اتصالاته مع أنصار دحلان، وأنه بعد مصافحتهم، يحتاج إلى "أن يغسل يديه عدة مرات". وأضاف إن "حماس ليس لديها خيار. غير أن بعض الاتصالات مع دحلان تم التعامل بها مباشرة من خلال يحيى السنوار، الزعيم الجديد لحماس في غزة.
نشأ السنوار ودحلان معاً في أزقة مخيم خانيونس للاجئين جنوب قطاع غزة. كما أن محمد الضيف، الزعيم العصكري لحركة حماس الذي نجا بالكاد بعد عدد من المحاولات الإسرائيلية لقتله، ونشأ الضيف أيضاً في نفس المخيم، ولكنه أصغر بقليل من دحلان والسنوار.
وتحتاج حماس إلى كل من دحلان ومصر لتخفيف أزمة الكهرباء والماء في القطاع. وهذا هو السبب في أن المنظمة مستعدة لقبول عدد من الأشياء التي رفضت القيام بها في الماضي. وذهاب الحركة إلى مصر لم يأت إلا لأنَّ قطر -وهي الداعم المالي الرئيسي لها- تتعرض لهجوم دبلوماسي واقتصادي واسع تقوده المملكة العربية السعودية.
وتدرك إسرائيل أيضا ضرورة تخفيف الحالة في غزة. قوال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللواء ايسنكوت لأعضاء الكنيست يوم الأربعاء إن أزمة الكهرباء في غزة أجبرت حماس على دفع 8 ملايين شيكل (2.3 مليون دولار) لأول مرة لوقود الديزل الذي أرسلته مصر من سيناء لمحطة الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة. وكان قرار عباس بوقف تمويل الكهرباء هو ما دفع إلى هذه الأزمة.
وتعترف مؤسسة الدفاع الإسرائيلية بأنها تأخرت في الاعتراف بالعلاقة الوثيقة بين التغيرات في الوضع الاقتصادي في قطاع غزة وإمكانية التصعيد العسكري - وهو أمر كان ينبغي أن يكون واضحاً قبل عملية الجرف الصامد في صيف عام 2004.
حتى التدخل المصري الأخير، وصف الوضع الحالي بأنه الأكثر توتراً منذ نهاية القتال في أغسطس 2014. ونتيجة لذلك، فإنَّ إسرائيل لن تتدخل في الإجراءات المصرية، لا سيما وأنها تعرف أن الأمر سيستغرق على القأقل ثلاث سنوات قبل أن يبدأ مشروع البنية التحتية الجديدة في غزة بإظهار نتائج إيجابية.
ومع ذلك، فإنَّ المخاطر التي تنطوي عليها واضحة. أولا، يعتبر دحلان هو الأكثر فساداً من جميع المسؤولين الفلسطينيين -على الرغم من أنه يواجه منافسة من عدد كبير من الأشخاص- ومن المرجح أن عودته إلى كونه جزء من هيكل السلطة في غزة ستؤدي بسرعة إلى معارضة داخلية في القطاع.