الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

صلاة استسقاء في كنيسة القديس بطرس!

2014-05-27 00:00:00
صلاة استسقاء في كنيسة القديس بطرس!
صورة ارشيفية

بقلم: نبيل عمرو


استثمارات السيد جون كيري على مدى الأشهر التسعة ذهبت سدى، وإن كانت هنالك من نتيجة محسومة لجهود الرجل فهي عودة الأمور إلى ما دون الصفر.

فشل السيد كيري أنجب ردود أفعال فلسطينية وإسرائيلية حادة، وأبعد انديك أحد أهم الدبلوماسيين الأمريكيين عن المشهد الشرق أوسطي، وكان قد ابتعد توأمه من قبل السيد دينيس روس، الذي أخذ الأمر من قصيره، وترك المكتب الانيق في البيت الأبيض ليعود إلى مكتبه المتواضع كباحث في معهد واشنطن.

كان السيد باراك أوباما قد نأى بنفسه بادئ الأمر عن الفشل المؤكد، إلا أنه وتحت إلحاح وزير خارجيته اضطر لتبني الجهد اليائس، وفرد رداء البيت الأبيض عليه، بل وذهب إلى ما هو أبعد من ذلك حين مارس جهداً مباشراً مع نتنياهو وعباس، ولكن دون جدوى.

إذن فشلت الخارجية الأمريكية، وفشل البيت الأبيض، وفشل معهد بروكينز الشهير، وفشل معهد واشنطن الأشهر وأخذ الأمريكيون إجازة من هموم الشرق الأوسط، إلا أنهم تركوا أرقام هواتفهم بين يدي الفلسطينيين والإسرائيليين قائلين لهم عندما تسأمون من الفراغ وتوشكون على الإصابة بالاكتئاب جراء قلة الزيارات والزائرين اتصلوا بنا لعلكم تكونوا قد تعقلتم بعض الشيء.

ولكن لا احد في وارد الاتصال، فلا الإسرائيليون يعشقون رؤية طائرة كيري كل أسبوع في مطار بن غوريون، ولا الفلسطينيون قادرين على تسديد الفاتورة الإسرائيلية التي تريد كل شيء مقابل لا شيء.

غير أن الأمريكيين، وإن أصابهم بعض من خذلان الصغار لهم ولجهدهم فإنهم لا يستطيعون مغادرة البيت الشرق أوسطي، وإطفاء الأنوار خلفهم، لهذا كان لا بد من استبدال مؤقت للبيت الأبيض بالرداء الأبيض، والرجل الذي يرتدي هذا الرداء يرمز إلى نقاء السريرة والغاية، هو قداسة البابا فرنسيس، القائد الروحي شديد الخصوصية والتميز، الرجل المتقشف الذي يطمح كغيره من كبار رجال التاريخ الكنسي بأن يطوب قديساً بعد عمر طويل، هذا البابا المحترم والنشيط والمتميز، قرر أن يُدلي بدلوه في بئر الشرق الأوسط، لعل العناية الإلهية تخرج الدلو مليئا ً بالماء، فكان أن بدأ المجازفة من أرض الأزمة، من بيت لحم ومخيماتها والقدس ومن مطار بن غوريون، أو من «ياد فاشيم» او من الجدار، وضريح ثيودور هرتزل. فدعا الرئيس المغادر شيمون بيريس مع الرئيس الفلسطيني إلى أداء صلاة استسقاء للسلام يوم السادس من حزيران الذي يصادف اليوم التالي للنكبة الثانية التي اصطلحنا على تسميتها بالنكسة، الصلاة ربما تقام في كنيسة القديس بطرس الفلسطيني.

لا يستطيع أحد... الاعتذار عن دعوة قداسة البابا خصوصاً حين يقدر البعض وجود صلة ما بين  البيت الأبيض، والرداء الابيض.

ان ما فشل فيه قادة العالم، قد ينجح فيه القائد الروحي الذي ليس لديه من قوة ونفوذ الا الصلاة والدعاء والاستسقاء .