الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الغرفة التي تؤرجح صوتك لـ الشاعرة: مريم شريف - الأردن

2017-07-12 02:43:05 AM
الغرفة التي تؤرجح صوتك
لـ الشاعرة: مريم شريف - الأردن
مريم الشريف

الليلة فقط  أكتب

لتذهب القصيدة  وتحضن يديك

هذه القصيدة فقط ، الساعةَ الثانية فجراً

مختومةً بالليل المنسحب على امتداد السماء

هذه الليلة على الأقلّ  أنا أحبّك

هذه الليلة فقط

بعد ساعات

تسطع الشمس

فوق النهار الصيفيّ الطويل

كم تبدو عبثيةً ، لا تُرى

كائناتُ الليل الرقيقة

في سطوع الشمس

2

يحدث أن اتأمّل ما يجري

كأنني شخصٌ آخر

يبتسمُ أحياناً ، يسخر ويشفق ،

هذه الروح

التي ليست إلاّ مسافةً قصيرةً

يذرعها الهباء

القلب الذي يصِلني بك

وهذه الكلمات التي لا تزيدُ من بريق عينيك

أنا الكائن الملَفّق ، كما ينبغي

( إذا أردنا أن لا نبالي بالتماسك )

بنوعٍ من الشفقة

بنوع من الازدراء

أعود كلّ يوم إلى بيت العائلة

أنظّف الهواء القديم

أواسي وقفة الأشجار المتهدلة

 في ذلك السكون

أُزيلُ وطأة الغبار عن التقادم

وأنسى أمر يديّ

أغمضتُ عينيّ مراراً في لحظةٍ كهذه

كي لا أُفاجأ أنّ ذلك النسيان

كان نسياناً ليديك

أنا لا أحبّك أنت

أحبّ الرّيشة التي رسَمتك

والغرفة التي تؤرجحُ  صوتك

وحفيف مشيتك الذي لا تستطيعُ سماعه

أنا الكائن الملَفَّق

(لا تتذكّرْ هذه الجملةَ فيما بعد )

أنت الذي تحملك ذاتك بالكمال الذي لا تصدّقه عيناي

في الشارع الذي يسير بخطوك وحفيفهِ

إلى حيث تقصد

وأنا الشخص الآخر

الذي يتأمّل ذاته

من بعيد ..

3

لم تكن الريح ، صديقةُ قلبي ، هنا

سأخبرها كلّما جاءت ،

تلك اللحظات التي لا تنتهي أبداً

الصباح المعزول في نطاقٍ ، مثل جزيرة

الكون الغافل غفلته النبيلة

كي لا يمسّ زجاج النوافذ                              

هالتكَ ... ...

كانت مكاناً في المطلق

وكنتُ وحدي ، الكائن الوحيد

في ذلك المكان

في دوائر من هالتك

في انهمار الدقائق

ذلك الانهمار العذب والمرئيّ

مثل سقوط  المطر

أريد أن أشكر ضباب البحر

ولكن ، ما دخلُ البحر ؟

ما دخل البحر ... ؟