الحدث - عصمت منصور
قال رئيس اركان جيش الاحتلال الإسرائيلي جادي ايزنكوت في لجنة الخارجية والامن في الكنيست الإسرائيلي بان غياب الرئيس محمود عباس عن المشهد سيؤدي إلى حدوث فوضي وصدامات وان جيش الاحتلال يتحضر لمواجهة هذه الاحداث.
رئيس الأركان قدر ان الفوضى التي ستسود يمكن ان تستمر لفترة طويلة بسبب وجود أكثر من طرف ممن سيتنافسون فيما بينهم لاحتلال مكانه.
موقع تيك دفكا المعروف بعلاقته الوثيقة بالاستخبارات الإسرائيلية والغربية والذي نشر هذه المعلومات تساءل: ماذا يعني ان يسلم معبر رفح لدحلان؟ ولماذا تسلم مصر المعبر وكيف وافقت حماس؟
الموقع ذكر ان وفد من حركة فتح وصل الى القاهرة بهدف منع مصر من تسليم معبر رفح الذي يعتبر المعبر الوحيد بين القطاع ومصر الى ايدي دحلان الذي تعتبر خصم أبو مازن العنيد.
وتساءل الموقع أيضا ان كان لدحلان الذي يبلغ من العمر ٥٤ عاما جيش خاص به قادر على استلام وإدارة العبر ام ان هناك اتفاق سري ثلاثي بين مصر حماس ودحلان يقضي بعودته الى القطاع الذي لم يزره منذ عشر سنوات بعد ان قضت حماس على الاجهزة الأمنية التي كان يديرها هو ومقربيه.
في محاولة الإجابة على هذه التساؤلات يقول الموقع ان كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس تعارض التطورات التي تشهدها علاقات حماس مع دحلان وتسليم الأخير السيطرة على معبر رفح.
دحلان بدوره ولأنه لا يمتلك قوة بشرية تمكنه من السيطرة على المعبر يعمل على إعادة تشكيل مثل هذه القوة من جديد والتي ستتكون من رجال امن سابقين وأعضاء في حركة فتح.
ما يؤكد هذه الاخبار وفق الموقع هو تسخير الامارات لمئات ملايين الدولارات من اجل لتطوير المعبر علما ان مصطلح تطوير مصطلح عام وفضفاض وان المغزى الحقيقي لهذه الخطوة هو تسليم المليشيا المسلحة الجديدة الخاصة بدحلان ورجاله في قطاع غزه المسؤولية عن الأمنية والإدارية في المعبر وهي ذات القوات التي ستنتشر على طول الجدار الأمني الجديد الذي بدأت في اقامته حركة حماس بين قطاع غزه وشبه جزيرة سيناء والتي يباغ طولها ١٤ كيلو متر وتمتد من معبر كرم أبو سالم وصولا الى شواطئ البحر.
الموقع قال ان هذه الترتيبات لا تعتبر موضوعا فلسطينيا داخليا بل تحولت الى قضايا إقليمية لها ابعاد بعيده المدى ليس على الفلسطينيين وحدهم بل أيضا ولدى إسرائيل.
دحلان الذي تحول في السنوات العشر الأخيرة الى رجل اعمال ثري جدا وأحد المقربين من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي العهد في الامارات الشيخ محمد ال نهيان استطاع ان يغير العلاقة التي كانت محصورة بدولة قطر في القطاع التي تعيش تحت حصار وتدهور في علاقاتها مع العالم العربي ودول الخليج.
دحلان الذي يعتبر خيار مصر والسعودية والبحرين وأبو ظبي سيتولى مهمة تحويل غزه من منطقة نفوذ قطرية الى منطقة خاضعة لتأثير مصر والدول الخليجية.
الموقع شكك في قدرة وفد فتح في اقناع المصريين في عدم تسليم معبر رفح لقوات محمد دحلان وقال ان تسلمه للمعبر وتشكيله لمليشيا عسكرية مسلحة سيعني انه سيصبح الحاكم الفعلي للقطاع وشريك مصر.
الموقع شدد ان العملية ترمي الى سحب البساط من الرئيس محمود عباس ووضع دحلان في موقع قوة امام منافسيه الذين سينافسونه على موقع القيادة في مرحلة ما بعد عهد أبو مازن.
في نهاية التقرير ذكر الموقع ان دول مثل مصر والبحرين والسعودية وأبو ظبي بدأت عملية تغير قادة في العالم العربي مثل المواجهة التي فتحت مع قطر لن تجد أي عائق للتصرف بشكل مماثل مع السلطة.
الموقع توقع ان لا تمر هذه العملية دون ضجة ودون ان يحاول منافسين اخرين ممن يطمحون بكرسي الرئاسة مثل جبريل الرجوب من التصدي لها.
وهذا هو مصدر التحذيرات التي تحدث عنها رئيس الأركان ايزنكوت في بداية التقرير والتي ادلى بها امام لجنة الخارجية والامن قبل أيام.