الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ع 88| بينما تأجل القدس لمفاوضات الحل النهائي ينبش المستوطنون في الشيخ جراح بالقدس

أطماع الاحتلال الاستيطانية تهدد عاصمة الفلسطينيين

2017-07-13 09:05:47 AM
ع 88| بينما تأجل القدس لمفاوضات الحل النهائي ينبش المستوطنون في الشيخ جراح بالقدس
حي الشيخ جرّاح في العاصمة المحتلّة (تصوير: الحدث)

 

الحدث- محمد غفري

بينما يدور الحديث عن عودة مباحثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية، وبنكهة إقليمية هذه المرة، هناك إصرار غريب متواصل على تأجيل البحث في قضية القدس المحتلة إلى قضايا ما تعرف بالحل النهائي، التي لا نعرف متى تحين، وحتى يأتي ذلك اليوم الموعود، وتفتح ملفات التفاوض حول القدس على الطاولة، قد لا نجد ما ننوي التفاوض عليه قائماً على أرص الواقع.

في هذه الأثناء تواصل آلة الاحتلال الاستيطانية توسعها على حساب الأحياء العربية في مدينة القدس، وهو ما كشفتعنه صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، حولوجود أربعةمخططات استيطانية معدة للمستوطنين اليهود في حي الشيخ جراح بالقدس، يتضمن بعضها إخلاء السكان الفلسطينيين الذين يعيشون في المكان.

يعتبر حي الشيخ الجراح أكثر الأحياء المقدسية حساسية لموقعه الاستراتيجي،وهو أحد الأحياء المحيطةبالبلدة القديمةفي القدس من الجهة الشمالية، ويبعد حوالي 2 كم عن باب العامود وباب الزاهرة، وتمتد إليه أراضي قرية لفتا المُهجّرة، وقد احتل مع احتلال القدس الشرقية عام 1967.

الحي الذي يسكنه أكثر من 4000 فلسطيني، شيد فيه الاحتلال مقراًللشرطة، وقاعدة لحرس الحدود، والمجمع الحكومي، وهناك أيضاً وضعت الجمعيات الاستيطانية يدها على عدد منالمنازل الفلسطينية تعود لعائلات الغاوي والكرد وحنون، وتم تحويلهابعد طرد أصحابها إلى بؤر استيطانية.

الاستيطان في الشيخ جراح

بدأت أطماع الاحتلال الإسرائيلي في هذا الحي بعد احتلال ما تبقى من القدس عام 1967، بادعاءات أن هناك قطعة أرض موجودة في الحي يوجد فيها ما يسمى بقبر "شمعون الصديق"، وأن ملكية الأرض يهودية منذ العام 1885، وهم يطالبون باسترجاع هذه الأرض بادعاء أنهم مالكين لها، بحسب ما قال خبير الاستيطان في القدس المحامي أحمد الرويضي.

الرويضي في لقاء خاص مع "الحدث"، أوضح أن في هذه الأرض تم بناء 28 منزلاً للفلسطينيين، وذلك بناء على اتفاقية وقعت عام 1956 بين الحكومة الأردنية ووكالة الأونروا ومع السكان، وهم بالأصل كانوا لاجئين في ذلك الوقت، وبموجب الاتفاقية منح هؤلاء السكان حق إقامة المنازل على هذه الأرض، ودفع مبلغ إجار رمزي لمدة 3 سنوات من تاريخ بناء المنازل، وبعدها يتملكون الأرض في العام 1959، وذلك مقابل التنازل عن بطاقة الإغاثة.

وأضاف الرويضي أن مالك هذه الأرض هو سليمان درويش حجازي،وهو مواطن فلسطيني توفي مؤخراً، ولديه إثباتات أنه صاحب هذه الأرض، وأوراق من الطابو التركي تثبت ملكيته لها، ولديه محامٍ موكل بالدفاع عن القضية حتى اليوم.

المستشار السابق للرئيس الفلسطيني محمود عباس لشؤون القدس، أكد أن هناك نزاعات طويلة تدور في أروقة المحاكم بخصوص ملكية الأرض، حيث يقول أصاحب المنازل بأنهم أصحاب حق على أساس أنهم مقيمون فيها منذ أعوام الخمسينيات بناء على الاتفاقية، واليهود في المقابل يدعون الملكية للأرض دون وجود إثباتات تأكد أنهم أصحابها، بالإضافة للفلسطيني سليمان حجازي الذي يمتلك الأوراق الثبوتية.

تبقى قضية هذه المنازل البالغ عددها 28 منزلاً مجرد نموذج للاستيطان في حي الشيخ جراح، حيث تم إخلاء 5 عائلات منها، وهناك 5 منازل تم الاستيلاء عليها من قبل المستوطنين، كما ذكر الرويضي.

وفي حالة استيطانية أخرى في حي الشيخ جراح، كشف المحامي الرويضي أنه في الجهة الغربية من الحي هناك منطقة يطلق عليها "كبانية أم هارون"، تدعي الجمعيات الاستيطانية ملكية 32 منزلاً هناك، وفيها يتم التخطيط لبناء وحدات استيطانية جديدة.

التقرير الذي نشرته صحيفة "هآرتس" الأسبوع الماضيبين أنه، ضمن المخططات الاستيطانية الجديدة للقدس المحتلة، هناك أربعة مخططات بناء للمستوطنين اليهود في حي الشيخ جراح شمال المدينة.

وبحسب أحد المخططات سيتم إخلاء عائلة فلسطينية بهدف إقامة مبنى يتألف من 3 طوابق، يضم 3 وحدات سكنية.

وبحسب مخطط آخر سيتم إخلاء 4 عائلات فلسطينية بهدف إقامة مبنى يتألف من 5 طوابق، يضم 10 وحدات سكنية.

وادعى التقرير أن المبنيين  المشار إليهما مسجلان بملكية يهودية، وأنه لا يمكن إخلاء العائلات التي تسكنهما، حيث تتمتع بحقوق يمنحها إياها قانون حماية المستأجر.

وإضافة إلى هذين المخططين، من المتوقع أن تناقش اللجنة اللوائية مخططاً لإقامة مدرسة دينية تلمودية في منطقة مفتوحة في حي الشيخ جراح، في موقع غير بعيد عن محطة وقود، رغم أن القانون يمنع إقامة مبان عامة بالقرب من محطات الوقود.

وبحسب المخطط، فإن هذه المدرسة التلمودية ستتألف من 8 طوابق، وطابقين آخرين يخصصان لمؤسسات عامة للطوارئ والإنقاذ.

أما المخطط الرابع فهو إقامة مبنى مكاتب يتألف من 6 طوابق، من قبل مستثمرين إسرائيليين في داخل حي الشيخ جراح.

لماذا حي الشيخ جراح؟

الكاتب المختص في قضايا القدس راسم عبد الواحد، قال إن منطقة حي الشيخ جراح تقع ضمن ما يطلق عليه الاحتلال منطقة "الحوض المقدس"، ويشمل البلدة القديمة، وبلدة سلوان، وحي الشيخ جراح، ومنطقة واد الجوز، ومنطقة الطور، وهذه المنطقة بحسب الاحتلال لا يمكن أن يتنازل عنها في أي تسوية قادمة.

عبد الواحد أكد لـ"الحدث" أن هناك تركيز على الاستيطان في منطقة الشيخ جراح باعتبارها منطقة حيوية، وتشكل مدخلاً رئيسياً لمدينة القدس والبلدة القديمة، وتتيح عملية التواصل الاستيطاني حول البلدة القديمة، ويحاول الاحتلال عبر الاستيطان في هذا الحي بناء حائط استيطاني يكون حاجزا ًمنيعاً فيما لو حاول تنفيذ مخططاته في المسجد الأقصى من تقسيم زماني ومكاني.

وأضاف أن هذا المخطط الاستيطاني للالتفاف حول البلدة القديمة وإيجاد فضاء يهودي يلغي الفضاء العربي والإسلامي، ويهود المكان والمشهد بشكل كامل، ويتم ذلك بالتواطئ بين المستوى السياسي والقضائي الإسرائيلي.

ويتفق الرويضي مع عبد الواحد فيما يتعلق بأهداف الاحتلال من الاستيطان في حي الشيخ جراح، موضحاً أن هذا الاستيطان يهدف إلى تقسيم القدس وعزل الأحياء العربية، لأن هذه المنطقة تربط بين مناطق شعفاط وبيت حنينا مع البلدة القديمة.

وأضاف الرويضيأنه عندما نلاحظ الاستيطان في حي راس العامود وسلوان وجبل المكبر وحي بطن الهوى ومنطقة الشيخ جراح ومنطقة البريد في شارع صلاح الدين وبرج اللقلق وحوالي 2500 دونم، يدور الحديث حول إقامة الحدائق التوراتية عليها، فإن هذه المنطقة تحيط كلها بالبلدة القديمة، ومن خلالها تتم محاولة عزل البلدة القديمة.

وأكد الرويضي أن هذا الاستيطان هو استيطان سياسي يهدف إلى جعل الفلسطينيين أقلية في القدس بنسبة 12% كما يتم طرحه مؤخراً، وفي المقابل زيادة عدد المستوطنين اليهود في القدس إلى مليون يهودي، لمنع أن تكون القدس عاصمة للدولة الفلسطينية.