الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ثلاثية العذاب…. لـ الشاعر: حسن أبو دية - الامارات

حب ومقهى و غربة

2017-07-15 01:41:15 PM
ثلاثية العذاب….
لـ الشاعر: حسن أبو دية - الامارات

 (1)

في المقهى

 

                                                           إلى  كوثر عيّاد

                                           عرفتك منذ بدء التكوين وسأبقى أحبك لما بعده

في المقهى ..

تدثرني صبية بنظراتها، فأزداد حنيناً لدفئك أيتها الغائبة/ الحاضرة،

 وألمسُ أكثر كم هو مخيفٌ صقيعُ لياليّ.. فألفُّ عنقي بوشاح عطرك،

 أستحضره من الذاكرة المتعبة، وأهمس لطيفك إذ يأتي ..

 زملوني ..زملوني

وفي زحام الصَخَب المتناثر بين الكراسي والطاولات ورائحة التبغ والقهوة تمدين يدك إليَّ ،،

تعبثين بما تبقى من شعر رأسي،، وتهمسين… لقد عرف الشيب طريقه إلى رأسك..فأضمُّ طيف يدك، ألثمه وأهمس : هذا البياض هو ثلج أيامي الموؤودة في السفر..

وفي المقهى ..

تسألني نادلةٌ بتطفّل … ألا يأتي أحد معك؟؟؟

كأنك غارق في انتظار طويل، ألاتكسر وحدتك انثى؟؟؟!!

فأجيبها.. أي أنثى تلك التي تقدر أن توصل قلبي حد الثمالة، وتوقف فيه زحف الكآبة؟!

 أنا يا سيدتي أحيا مع طيف ملائكي يتلو عليّ تراتيله كل ليلة لأخلد للنوم..

فنظرت إليّ طويلاً وقالت بشفقة: ياللعاشق المجنون.. ستعيش مع طيفك حتى تموت

 فرددت : سأموت في طيفي حتى أعيش….

في المقهى

على عتبات الليل أمضي ،

 أشقُّ بجسدي تناثر الوجوه والكلمات والصور، وأمضي..

هل أبحث عن مفردات للتواصل؟؟

أم أشتق لغة لايعرفها سواي؟؟ أدندن بها في طرقات أدمنتها قدماي في درب يومي نحو اللامكان؟!

قلت لنفسي :

 ذهب المكان من المكان، فعد لسريرك ،

 تقمّص شفافية القديسين،،

 اسرِ بروحك علَّ القمر يضيء زاوية تلجأ إليها،،

 وزّع رائحة البخور قبل أن تتلو صلواتك..

وقلت: لروحك جموح عصيٌّ على الترويض فلا تحاول اقتناص اللحظة القادمة،

 ستأتيك طواعية إن اتقنت فنّ الإغراء..

وقلت..

     وقلت

            لكنني تعثرتُ ، وسقطّتُ ارضاً ، حتى في الحلم لم أستطع بلوغ المكان، فيوقظني حلمي :

أيها الشقي،

ها أنت وحدك في المقهى ثانية،

وحدك ..

مع سجائرك ..

 ورائحة القهوة..

وتزاحم الكلمات

 ونظرات صبية نثرتها حولك .. وانصرفت.. تاركة لك فراغاً بحجم الحلم.. فملأته بحلم أكبر من الفراغ…