الحدث- وكالات
في مرحلة عمرية معينة، يكون من الصعب تكوين صداقات جديدة. ومما يزيد الأمر صعوبة، أن العصر الرقمي أثر على مجمل العلاقات الإنسانية؛ فقد تغيرت أشكال التواصل بين الناس إجمالاً، وصار يحدث غالباً من خلال وسائل التواصل المختلفة. كما أصبحت اللقاءات أقل، وإن حصلت فهي تحدث في فترات متباعدة.
لكنك أمام حقيقة ثابتة، وهي أن الصداقات بشكل خاص، مهمة لحياتك الشخصية والمهنية؛ فالأصدقاء لهم تأثير كبير على شعورك وطريقة تفكيرك وسلوكك، لأسباب عدة منها:
1. يساعد الأصدقاء ذوي الإرادة القوية في زيادة تحكمك بنفسك: أظهرت دراسة أجريت عام 2013 أن الإنسان عندما يفتقر إلى الإرادة، فإنه يبحث غالباً عمن يتمتعون بها لتعزيز هذه الصفة لديه. ويعد التحكم بالنفس أساسياً لتحقيق الأهداف طويلة الأجل، لهذا فإن مصاحبة الأشخاص ذوي العزيمة القوية هو من أسرار النجاح.
2. قلة عدد الأصدقاء تزيد من احتمالية تورطك في مخاطر مالية: في دراسة نشرت في عام 2013، تبين أن هذا يحدث عندما يشعر الإنسان بالوحدة أو الرفض. فإن انفصلت عن أحد الأصدقاء أو تشاجرت مع عائلتك أو فشلت في عملك، فاحذر من انفعالاتك وطريقة تأثيرها على عادات الإنفاق لديك، وعلى تصرفاتك التي قد تفتقر إلى الحكمة فيما يتعلق بشؤونك المالية.
3. كثرة الروابط على وسائل التواصل الاجتماعي، قد تزيد من مستويات التوتر لديك: اكتشف الباحثون أن ارتفاع عدد أصدقائك على "فيسبوك" مثلاً، يزيد من مستويات التوتر لديك. كما اكتشفوا أن وجود روابط كثيرة على وسائل التواصل الاجتماعي تؤدي إلى إثارة قلق الناس تجاه الإهانات المحتملة من قبل الآخرين.
4. عقد الصداقات مفيد للصحة: أظهرت دراسات أخرى أن مرضى السرطان يعيشون لفترة أطول عندما يذهبون إلى مجموعات الدعم. ومن ناحية ثانية، تساعد علاقات الصداقة على درء الاكتئاب وتعزيز المناعة.
5. يؤثر الأصدقاء على خياراتك بشكل كبير: تظهر فوائد أخرى للصداقة من خلال توفير الدعم المعنوي، إذ يساعدك أصدقاؤك في إخراج أفضل ما لديك، ويقدمون لك في الوقت نفسه الدعم الذي تحتاجه عندما تثبط عزيمتك.
ومع مرور الأيام، تكسب أصدقاء جدد وتفقد أصدقاء قدامى، بسبب تغير وظيفتك أو انتقالك إلى مدينة أخرى، أو عند زواجك وإنشاء عائلة. هذه الأحداث قد تؤدي إلى تحول كبير في علاقاتك بشكل عام، مما يدفعك إلى إعادة تقييمها بما يتناسب مع متطلبات حياتك.