الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ترجمة الحدث | أزمة المسجد الأقصى تشتعل

2017-07-22 08:57:05 PM
ترجمة الحدث | أزمة المسجد الأقصى تشتعل
جنود احتلال خلال مواجهات عند حاجز قلنديا (تصوير: الحدث 2017)

 

ترجمة الحدث - احمد بعلوشة

 

نشرت صحيفة هآرتس صباح اليوم تحليلا سياسيا خلاصته أن التدابير الأمنية التي  يفرضها الاحتلال لن تجدي نفعا.

 

وفيما يلى نص التحليل مترجما:

 

أدى هجوم إطلاق النار الذي وقع في 14 يوليو/ تموز الجاري والذي قُتل فيه ضابطان إسرائيلييان في المسجد الأقصى إلى وقوع الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء في مشكلة. وتفاقم الصراع حتى وقعت آخر عملية في مستوطنة حلميش بالضفة الغربية أمس، والتي أسفرت عن مقتل ثلاثة إسرائيليين في المستوطنة الواقعة قرب رام الله. وكانت هناك عمليات تسلل ناجحة أخرى إلى المستوطنات منذ موجة الصراع الأخيرة التي بدأت في تشرين الأول/ أكتوبر 2015. وعلى مدى العام الماضي، نجحت قوات الأمن الإسرائيلية -ببذل جهد كبير- في إعادة الترتيب الأمور، واستغرق الأمر سنة كاملة، إلا أن الأمور تم إعادة تدهورها في غضون أسبوع واحد.

ومنذ عامين تقريباً، قدمت المخابرات العسكرية الإسرائيلية تحذيراً استراتيجيا للقيادة السياسية فيما يتعلق بإمكانية اندلاع محرقة في الأراضي. وقد جاء هذا التحذير تقريبا بعد قتل اكثر من 40 اسرائيليا في موجة عمليات الطعم والصدم بالسيارات.

الوضع في الضفة الغربية لم يتدهور تماماً، وذلك بسبب رد فعل إسرائيل أنها نجحت في تسخير آليات السلطة الفلسطينية من أجل مكافحة العمليات.

ولكن التحذير ظل مع التركيز بشكل خاص على المسجد الأقصى. وكان واضحاً للمخابرات الإسرائيلية أن أي تغيرات في الوضع الراهن الحساس يمكن أو تؤدي إلى ردود فعل حادة في الأراضي الفلسطينية، وأيضاً في البلدان المجاورة.

من الصعب تصديق أن ثلاثة أشخاص من مدينة ام الفحم العربية خططوا للعملية بشكل تفصيلي، لكن مقتل اثنين من رجال الشرطة الاسرائيلية ادى إلى قرار اسرائيلي بوضع اجهزة الكشف عن المعادن عند مدخل المسجد الأقصى، مما أدى الى احتجاجات فلسطينية. من جهتها أضافت الأوقاف الاسلامية وحماس والحركة الاسلامية في اسرائيل الوقود إلى النار، الأمر الذي زاد التوترات غلياناً.

وكشف التحقيق محاولتين لهجومين خلال هذا الاسبوع بالقرب من الخليل ومستوطنة تقوع. وكشفت التحقيقات ايضا ان التوترات المتعلقة بالمسجد الاقصى كانت بمثابة دافع للمهاجمين. وبجلول نهاية الاسبوع، تخشى المخابرات العسكرية والشين بيت من مبادرات اتخذها أفراد أو خلايا محلية صغيرة، على خلفية التصعيد الديني.

ولذلك كان من السابق لأوانه التنبؤ بانتهاء حالة الطوارئ بعد ظهر الجمعة عندما اختتمت الصلوات الجماعية عند مدخل المسجد الأقصى وقرب أسوار مدينة القدس القديمة. حيث نفذت شرطة منطقة القدس نهجاً مخططاً ومنظماً للوصول الجماعي للمصلين، ولكن البلدة القديمة هي منطقة صغيرة نسبيا يمكن السيطرة عليها مع التواجد المنظم للقوات الكبيرة. ولم تبدأ هذه المشاكل إلا في وقت لاحق، عندما تفرق المصلون وعادوا إلى القدس الشرقية، حيث قام مئات الشبان بإلقاء الحجارة على القوات الإسرائيلية، وقُتل ثلاثة شبان فلسطينيون بنيران إسرائيلية في هذه الحوادث.

وكانت الردود في جميع أنحاء الضفة الغربية مقيدة نسبياً بالنظر إلى العواطف المعروضة على وسائل الاعلام الاجتماعية. مئات الفلسطينيين تظاهروا في جميع أنحاء المدن في الضفة الغربية. وقد يشير حجم هذه المظاهرات المحدود إلى أن الطاقة السلبية الكافية لم تتراكم حتى الان لخلق انتفاضة عنيفة جديدة. وفي الوقت نفسه تمكن فلسطيني من التسلل إلى حلميش مساء أمس. ولو لم يكن رد فعل الجندي المجاور سريعاً، كان من الممكن أن يكون الهجوم أكثر فتكاً. آخر منشور لمنفذ العملية على فيسبوك نُشر قبل حوالي 90 دقيقة من الهجوم، وتبين من خلاله أن أزمة المسجد الأٌصى شجعته على العملية.

وفي اعقاب احداث العنف في القدس، اعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عن تجميد جميع قنوات التنسيق مع اسرائيل. وقد اتخذت السلطة الفلسطينية مثل هذه الاجراءات في الماضي، على الرغم من انها حافظت دائما على مستوى منخفض من التنسيق الأمني.

سيكون ما يجري تحديا كبيرا واصعب من المعتاد. حيث حذر الجيش الاسرائيلي والشين بيت ومنسق الانشطة الحكومية في الاقاليم طوال الاسبوع من عواقب ترطيب اجهزة الكشف عن المعادن في المسجد الأقصى. وقالوا إن الفلسطينيين سوف يستغلون النزاع لإشعال الأراضي، في حين أن التدابير الأمنية لا تأتي بأي فائدة حقيقية. وقد ناقش رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خطوته التالية، بينما تجري مفاوضات مع الاردن والفلسطينيين في محاولة للتوصل إلى حل وسط يوقف الأزمة المصطنعة. وفي اجتماع مجلس الوزراء الذي عقد ليلة الخميس، تقرر اخيرا ترك اجهزة الكشف عن المعادن في مكانها.