ولد الأديب والمترجم الكبير البروفيسور ألكسندر شوربانوف في العاصمة صوفيا عام 1941، أنهى دراسة الأدب الإنجليزي في جامعة صوفيا، عمل محررًا صحفيًا لدى قناة التلفزة الوطنية، ومحاضرًا في الأدب البلغاري في جامعة لندن وجامعة كاليفورنيا. تخصّص في ترجمة ودراسة أعمال جون دن وشكسبير. كان عضوًا في الحزب الشيوعي خلال المرحلة الاشتراكية. ترجم كبار الأدب الإنجليزي مثل جون ميلتن، شكسبير، كريستوفر مارلو وغيرهم كثير. حاز على جوائز أدبية وطنية رفيعة المستوى كجائزة "أسكير" التي تماثل الأوسكار ووسام "كيريل وميتودي" وجائزة "خريستو. ج. دانوف" لإنجازاته في مجال الأدب والترجمة. ترجمت أعماله الشعرية للعديد من اللغات الأجنبية، صدرت له 10 دواوين شعرية والعديد من الأعمال والكتب النثرية، هذه أولى الترجمات لقصائده باللغة العربية.
СТИХОТВОРЕНИЕТО
КОЕТО НЕ НАПИСАХ
القصيدة التي لم أكتبها
هي أفضل قصائدي
قصيدة لجلّ من أحبّ
الذين لم أخبرهم بذلك أبدًا
قصيدة للجبال، التي
تسلقتها نحو السماء
ولامست السحب
ما دامت قدماي مطيعة
والسحب ترحّب بي.
قصيدة للبحر
الذي استقبل الشمس
عند حدوده أوما تزال
مبتلة،والنوارس
كطفل رضيع
مرئيّ للغاية.
القصيدة التي لم أكتبها
للفتاة الضريرة
التي رغبت بمساعدتها
ولم أدرِ كيف أفعل
حتّى فاتني الوقت.
قصيدة رثاء لأصدقائي
المغيّبين
البعيدين، المخدوعين، المحبطين
لخطاياهم الخفية، تلك التي
لم تُغفرْ ولم تُعلنْ يومًا
للحصاة الحادّة
في حذاء الفؤاد المدميّ
للإرادة الضعيفة
للبقعة اللدنة في حبّة التفاح
حيث ينتشر العفن.
للحياة المشتّتة
للحظة السعادة العابثة
مستلقيًا على الظهر
في النهر الصامت
كميّت.
بعينين مشرعة نحو كلّ شيء
مذكّرة بضحالة المياه
على بشرة منكبي
وعناق للتيار المنساب
في كلّ مكان من حولي
تيارٌ
كأنّه الأبدية..
القصيدة التي لم أكتبها
للفرح في لجّة الترح
وللترح في ذروة الفرح
للمعاني المجهولة
لحياتي القصيرة
للفاقة التي
لا يرغبها أحد.
أن تبوح بكلّ شيء
أن تبكي كلمات
من أجل ماذا؟ لا أدري
دلالة لأمر جلل
وغامض
أترك هنا بين أيديكم
القصيدة
التي لم أكتبها بعد.
Отдветестранинаогледалото
على طرفي المرآة
طائران يتقافزان بيأس
أحدهما تجاه الآخر
يصدمان زجاج المرآة
بصدريهما
يتضاربان بمنقاريهما
وأجنحتهما
يتوقان للحطة عناق
أحدهما
طائر وهميّ.
Животът се е вкопчил
تشبّثتِ الحياةُ
بحافّةِ هذي الدنيا
كنبتة لبلاب
لا، كغراب
ذي أنياب حادّة
كأنّه قد قرّر البقاء هنا
إلى الأبد
لكنّه يمتلك أجنحة.
Изхвъряйки боклука
متخلّصًا من النفايات
هذا الصباح
وأنا أنتظر دوري
خلف ذاك الذي
يبحث في جوفها
رأسه ويداه حتى الكتفين
قد تاهت في جوف
عبوّة النفايات
أرى أمامي ظهره
مرتديًا سترة مستهلكة
وقدماه الرفيعتان
مرتفعة على رأس أصابعه
أشعر بالحرج، كيف أدفعه
وأحتلّ مكانه؟
قد يكون للتوّ
قد وجد ضالته
والنايلون المنتفخ بيدي
مليء بمخلّفات وليمة الأمس
أحسّه ثقيلا
كحقيبة في يد
حراميّ.