الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ترجمة الحدث | درس نتنياهو الصعب

2017-07-25 01:48:03 PM
ترجمة الحدث | درس نتنياهو الصعب
نتنياهو (كاريكاتير)

 

ترجمة الحدث- أحمد بعلوشة

 

الأزمة السياسية والأمنية التي شهدتها الأيام العشرة الماضية والتي بدأت بالتصعيد حول المسجد الأقصى في القدس واستمرت وصولاً للحادث الخطير الذي وقع في السفارة الإسرائيلية في الأردن، كانت نوعاً من إعادة توجيه صدمة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكأنها عودة إلى أحداث النفق في أيلول سبتمبر 1996 ومحاولة اغتيال المسؤول في حركة حماس خالد مشعل بعدها بعام واحد.

 

وكما يقول المثل، فإن التاريخ لا يكرر نفسه، لكنه لا يقف. وأدت هاتان الأزمتان في التسعينات إلى تهديد أمن إسرائيل القومي وموقفها عالميا وصورة نتنياهو في الرأي العام الإسرائيلي. ومن الواضح أن الأزمتين الأخيرتين لديهما القدرة على القيام بنفس الشيء.

 

وكان نتنياهو يفهم تماماً تقلبات الوضع في المسجد الأقصى منذ أسبوع، لكنه اجتذب الأزمة بسبب خوفه من خصومه السياسيين في اليمين. لكن حادثة إطلاق النار في السفارة بعمان وكون حارس الأمن الإسرائيلي كان معرضاً لأن يكون رهينة محتملة، فمن الضروري أن يكون نتنياهو قد أدرك أنه يواجه "عاصفة كاملة"، وأن الطريق إلى فقدان السيطرة بشكل كامل كان قصيراً جداً، وقد حان الوقت لإنهاء هذا.

 

وصرح نتنياهو بذلك بالفعل في اجتماع مجلس الوزراء المصغر، الأحد الماضي، حين تحدث إلى السفير الإسرائيلي في عمان إينات شلين وإلى حارس الأمن الجريح، وتلقى تقارير استخباراتية حول الموضوع، ويدرك تماماً أن كل دقيقة تستمر فيها الأزمة تجعل من الأمور أكثر تعقيداً وأكثر تكلفة. وإذا كان الأمر متروكاً له لعقد "صفقة" مع العاهل الأردني الملك عبد الله في تلك الليلة لتواصل معه عبر الهاتف، ولكن كان عبد الله في تلك اللحظة في رحلة من هاواي إلى لوس أنجلوس ولا يمكن الوصول له عن طريق الهاتف.

 

وأرسل نتنياهو صباح يوم الاثنين رئيس جهاز الشين بيت نداف أرغمان إلى عمان للاجتماع مع نظيره الأردني والتوصل إلى حل سريع. وظهر استنتاجان من المحادثات مع الأردنيين. الأول هو أن كبار الشخصيات في المملكة تريد إزالة أجهزة الكشف عن المعادن في المسجد الأقصى. والثاني هو أن الأردنيين أدركوا أن حارس الأمن كان له ما يبرر إطلاقه للنار وقتل مهاجمه، ولكنهم كانوا بحاجة إلى أن يكونوا قادرين على الحفاظ على ماء وجههم قبل إرساله إلى إسرائيل. وحتى لو لم تكن الأزمتان متصلتين بشكل واضح، فإنَّ "الصفقة" كانت واضحة للجميع.

 

وطالما تسيطر إسرائيل على المسجد الأٌصى، فإنه يتوجب على رئيس الحكومة الإسرائيلية أن يفكر مرتين، ثلاث مرات، أو مئة مرة، قبل أن يتحرك في أي اتجاه. وأسوأ التوجهات هي أنَّ الإجراءات المتسرعة في المسجد الأقصى سوف تؤدي إلى انتفاضة جديدة، وبالتالي حالات موت كبيرة. وأقلها سوءً سيكون عبارة عن أعمال عنف ودماء متبادلة لأيام معدودة وإلى أضرار سياسية وأضرار أخرى تلحق بصورة إسرائيل وحرج رئيس وزرائها وحكومته.

 

إذا كان نتنياهو وعدد قليل من وزراء حكومته "المتهورين" أدركوا كيف ستتحول الأمور، فلن يتم تثبيت أجهزة الكشف عن المعادن مطلقاً. ويتعين أن يتعلموا من الأسبوع الماضي ليس فقط فيما يتعلق بتكاليف سوء التقدير، ولكن أيضاً في مشاكل الشرق الأوسط التي عادة ما تأتي بشكل جماعي وليست فردية. وقد أدى تركيب أجهزة الكشف عن المعادن كتدبير تكتيكي في المسجد الأقصى إلى تصعيد في القدس والضفة الغربية، بل انتشر ليصبح أزمة استراتيجية هددت بإلحاق أضرار بالغة باتفاق السلام مع الأردن.

 

مصدر الخبر