ترجمة الحدث- أحمد بعلوشة
نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية صباح اليوم، الخميس، مقالاً لجدعون ليفي حول الحارس الإسرائيلي الذي عاد إلى دياره بعد الجريمة، وتحول فجأة إلى بطل.
وفيما يلى نص المقال مترجما:
البطل الجديد لإسرائيل يرتدي الجينز الممزق، يعيش في الجنوب، لديه صديقة، ويقتل العرب.
أبطال إسرائيل دائما كانوا قتلة العرب. ولكن في بعض الأحيان كانوا يفعلون ذلك بشجاعة، أما اليوم أصبحوا يفعلونا وهي معجونة بالجبن المثير للشفقة. إنهم خائفون من المراهقين، وخائفون من "مفك البراغي".
بطل إسرائيل يقتل العرب دون تمييز، بمن فيهم الأبرياء والذين لا يستحقون الموت. البطل الإسرائيلي تعلم التجريد من الإنسانية في لواء جفعاتي، وتعلم كيفية قتل المدنيين في عملية "الجرف الصامد" على غزة. وتعلم أيضا أن أول إجراء يتخذه ضد العرب.. هو دائما إطلاق النار والقتل، أما البدائل فيتم النظر إليها في وقت لاحق.
لقد تعلم ذلك بشكل جيد، حتى اعتبر أن البطولة تكمن في قتل العرب بغض النظر عن السبب. لقد تم تدريب هذا البطل في إسرائيل، ومن ثم تم وضعه بالخدمة في الأردن، ولا شيء سيتغير في هذه الحالة فالعرب جميعهم مستهدفون، سواء كانوا على الضفة الشرقية أو الغربية من نهر الأردن. لقد قال عنه أصدقاؤه أنه "رجل حقيقي" ولم تكن هذه هي المرة الأولى له في ظروف ومواقف صعبة.
بطل إسرائيل قام بقتل اثنين المدنيين دون سبب، حتى المراهق الذي كان يقوم بتركيب الأثاث وحاول تهديده بمفك البراغي والذي لم يشكل هجوماً فعلياً. ولكن بطل إسرائيل لا يعد للعشرة.. هو فقط يقوم بتوجيه سلاحه ومن ثم إطلاق النار!
اسم بطلنا الجديد هو "زيف"، لكننا لا نستطيع إظهار وجهه، وصورته التي يحتضنه فيها رئيس الوزراء لا تضيف سوى هالة جديدة حوله، وتجعله خلفا لسلفه إلور أزاريا الذي قتل جريحاً فلسيطينياً، أما الجديد فقتل إثنين من المدنيين. وهذا ما كان يتعلم القيام به في ما يطلقون عليه اسم "المواقف الصعبة" والتي تتمثل بإطلاق النار والقتل، ليتحول بعد ذلك إلى بندقية رشاشة عمياء.
لقد اعتبروه بطلاً فعلاً، ولا أحد يحلم باستجوابه كمشتبه به، وهو أبعد من الاشتراطات التي يمكن أن تضعها الأردن. وقد قيل بالفعل أنه لن يحصل له شيء. فربما تم اعتباره انه ارتكب القتل، أو القتل الخطأ، أو انتهك قواعد الاشتباك. كيف يمكننا أن نعلم ونحن حقاً لا نعرف التفاصيل. وبدلاً من معرفة التفاصيل، حصلنا على مكالمة هاتفية غير مفاجئة لرئيس الوزراء "هل حددت موعداً مع صديقتك؟" التي سأله إياها نتنياهو بطريقة أبوية؛ ليتبعه بعد ذلك باحتضان شجاع في مكتبه.
فلتشاهد الأردن شريكتها في السلام "إسرائيل" وتنظر كيف تقوم الأخيرة بقتل المواطنين المدنيين، ومن ثم تذهب لاتهام الفلسطينيين بأنهم إرهابيين.
حين قتل جندي أردني سبع فتيات إسائيليات في نهاريا 1997، قطع الملك حسين زيارته إلى إسبانيا وسارع لزيارة عائلات القتيلات وتقديم التعازي. ولكن حين يقوم حارس أمن إسرائيلي بقتل اثنين من الأردنيين واحد منهم على الأقل بريء تماماً، فإنَّ رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يفكر حتى بالاعتذار.
وعاد بطل إسرائيل إلى دياره، وعولج من إصابته. زيف البطل سوف يكون حلم لعشرات آلاف الشباب الإسرائيليين الذين يتمنون أن يكونوا زيف! وسيحلمون بالخدمة في أراضي جيش الاحتلال وإساءة معاملة العرب وقتلهم.
تحية إلى أبطال إسرائيل. فهم أفضل وأرقى الشباب!