الحدث-رام الله
حققت باديكو القابضة أرباحاً قبل ضريبة الدخل بقيمة 17.13 مليون دولار للتسعة أشهر الأولى من العام 2014 مقارنة مع 22.98 مليون دولار للفترة المقابلة من العام السابق أي بنسبة انخفاض 25.5%. وتعكس هذه النتائج آثار وتداعيات الحرب على غزة التي استمرت على مدار أكثر من خمسين يوماً خلال الربع الثالث من هذا العام، إذ ألحقت هذه الحرب أضراراً مباشرة وغير مباشرة على باديكو القابضة ومجموعة شركاتها العاملة في قطاع غزة، وامتدت لتطال مكونات الاقتصاد الوطني الفلسطيني، وانعكست بشكل مباشر على نتائج أعمال القطاع الخاص الفلسطيني وبشكل متفاوت من قطاع اقتصادي لآخر.
وقال منيب رشيد المصري، رئيس مجلس إدارة باديكو القابضة، بأنه وعلى الرغم من هذه الأوضاع الاستثنائية، إلا أن باديكو القابضة ماضية قدماً في استثماراتها وخططها التنموية، ومستمرة في إنجاز وتطوير مشاريعها الحالية: وهي مشروع رابية القدس العقاري ومشروع بوابة أريحا ومشروع نخيل فلسطين وشركة فلسطين لتوليد الطاقة. وعبر المصري عن ثقته في الرؤية الاستثمارية الحكيمة لمجلس إدارة باديكو القابضة، إضافة إلى الجهود الكبيرة للإدارة التنفيذية في قيادة التوجه الاستثماري للشركة، الأمر الذي يجعل باديكو القابضة قادرة على تجاوز كل العقبات التي تعترض مسيرتها في التنمية والاستثمار، مؤكداً على أن آثار حرب غزة هي ذات تأثير مؤقت على باديكو القابضة وشركاتها، وأن التعافي سيتم تدريجياً في الربع الرابع من هذا العام.
وأضاف المصري بأن القضية الفلسطينية تمر بظرف تاريخي دقيق، الأمر الذي يستدعي من القيادة الفلسطينية التفكير بالبدائل التي تضمن الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، وأكد المصري على أن إنهاء الاحتلال وحصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه هو السبيل لإنهاء دوامة العنف والفوضى التي تعصف بالمنطقة. ودعا المصري إلى ضرورة ترتيب الأوضاع الداخلية للشعب الفلسطيني بتعزيز خطوات إنهاء الانقسام وصولاً إلى المصالحة.
وعبر المصري عن التزام باديكو القابضة تجاه قطاع غزة سواء في هذه المرحلة الحساسة التي تحتاج فيها غزة لجهود الإغاثة والمساندة إلى حين انتظام الحياة العادية وإزالة آثار العدوان وما خلفه من دمار هائل، أو من خلال الاهتمام الاستثماري بالقطاع. وأكد المصري على استمرار جهود الإغاثة التي بدأتها باديكو القابضة لإغاثة القطاع منذ بداية العدوان الإسرائيلي وذلك من خلال حملة "شارك شعبك" التي تدعمها الشركة بالتعاون والتنسيق مع مؤسسات مجتمعية ودولية مختلفة لإغاثة النازحين إلى حين استقرار أوضاعهم.
وقال الرئيس التنفيذي لباديكو القابضة، سمير حليله، بأن الحرب الإسرائيلية الأخيرة ألقت بظلالها على الوضع الاقتصادي الفلسطيني بشكل العام، وعلى النتائح المالية لباديكو القابضة على نحو خاص كونها شركة رائدة في معظم القطاعات الاستثمارية الفلسطينية، وأوضح حليله أن أكثر القطاعات الاقتصادية تأثراً كان قطاع السياحة الذي تمتلك الشركة فيه استثمارات ضخمة من خلال شركة القدس للإعمار والاستثمار (جيديكو)، الذراع الاستثمارية لباديكو القابضة في القطاع السياحي، وهو القطاع الذي أصابه الشلل نتيجة توقف الحركة السياحية في غزة خلال العدوان. وأضاف حليله أن التراجع في أرباح باديكو القابضة جاء انعكاساً مباشراً للأضرار المباشرة والاستهداف الإسرائيلي لاستثمارات الشركة. وأشار حليله إلى أن التراجع في أرباح الشركات الحليفة لباديكو القابضة انعكس مباشرة على أرباح باديكو القابضة، لا سيما شركة الاتصالات الفلسطينية التي تعرضت أبراجها ومعداتها ومرافقها لتدمير إسرائيلي ممنهج ترك آثاره السلبية على نصيب باديكو القابضة من أرباحها، إضافة إلى الأضرار التي لحقت باستثمارات شركة فلسطين للاستثمار العقاري (بريكو) في قطاع غزة، فضلاً عن تأثر أداء بورصة فلسطين، التابعة لباديكو القابضة، نتيجة الحرب.
وأوضح حليله أنه بالإضافة للأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية في قطاع غزة، والتي طالت جزءاً من الأصول الثابتة لمجموعة شركات باديكو القابضة، فقد شهدت العمليات التشغيلية في بعض القطاعات، لا سيما قطاع السياحة، تراجعاً كبيراً في بعض المشاريع على مدار شهرين أو أكثر. وقال حليله بأن أداء بورصة فلسطين تأثر بهذه الأحداث بشكل غير مباشر فقد انخفض المعدل الشهري لحجم التداول في البورصة بشكل ملموس من 36.21 مليون دولار في النصف الأول من العام 2014 إلى 17.87 مليون دولار في الربع الثالث من العام نفسه.
وبين حليله أن ذلك جاء في ظل وجود نفقات ثابتة ومصاريف لا يمكن تجنبها، الأمر الذي حد من مستويات الربحية في العديد من شركات ومشاريع باديكو القابضة خلال الربع الثالث من العام الحالي، وأكد أن مؤشرات شهري سبتمبر وأكتوبر الماضيين يظهران بدء التعافي من آثار الحرب على القطاع السياحي، ونهوض السوق الفلسطيني بشكل متسارع، مما سيعكس آثاره على بيانات الشركة في الربع الرابع من هذا العام. مشيراً إلى أن هذا الأمر يعكس بوضوح مدى أثر المخاطر السياسية وحالة عدم الاستقرار على بيئة العمل في فلسطين بشكل عام، وعلى نتائج شركات القطاع الخاص بشكل خاص.
الإيرادات الموحدة
وبالرغم من تداعيات الحرب الأخيرة وانعكاساتها السلبية على قطاع الأعمال، فقد نمت الإيرادات التشغيلية للشركات التابعة لباديكو القابضة من 50.88 مليون دولار في التسعة أشهر الأولى من عام 2013 إلى 51.62 مليون دولار بنسبة نمو تبلغ 1.5%، وقد كان ذلك بفضل النمو الذي حققته الشركات التابعة في إيراداتها التشغيلية في أول ستة أشهر من العام الحالي وذلك قبيل اندلاع الحرب على غزة. لكنَّ وجود نفقات تشغيلية ثابتة، كما ذكر أعلاه، حال دون تحقيق مستوىً جيداً من الأرباح التشغيلية الذي انخفض من 30.59 مليون دولار للتسعة أشهر الأولى من عام 2013 إلى 26.06 مليون دولار للفترة الحالية أي بنسبة تراجع 14.8%. وفي ذات الوقت، تراجعت حصة باديكو من أرباح الشركات الحليفة بنسبة 4.2%، من 31.63 مليون دولار للتسعة أشهر الأولى من عام 2013 إلى 30.31 مليون دولار للفترة الحالية، وذلك نظراً لانخفاض أرباح شركة الاتصالات الفلسطينية من 68.56 مليون دينار إلى 65.21 مليون دينار أي بنسبة 4.9%.
يضاف إليه، تراجع أرباح محفظة الأوراق المالية لدى باديكو القابضة وشركاتها التابعة التي انخفضت من 1.93 مليون دولار في التسعة أشهر الأولى من عام 2013 إلى 1.11 مليون دولار للفترة الحالية نظراً لانخفاض أسعار الأسهم بالمقارنة مع العام الماضي. وبالنتيجة، فقد انخفضت الايرادات الموحدة من 84.40 مليون دولار للتسعة أشهر الأولى من العام 2014 إلى 83.04 مليون دولار للفترة الحالية أي بنسبة 1.6%.
المصاريف الموحدة
وارتفعت المصاريف الموحدة بنسبة 5.4% من 63.33 مليون دولار في التسعة أشهر الأولى من العام 2013 إلى 66.78 مليون دولار للفترة الحالية، ويعزى هذا الارتفاع بشكل رئيسيإلى المصاريف التشغيلية للشركات التابعة التي ارتفعت من 37.64 مليون دولار إلى 39.13 مليون دولار، أي بواقع 1.49 مليون دولار وبنسبة 4.0% وجاء هذا الارتفاع بشكل رئيسي من شركة دواجن فلسطين واكبه ارتفاع في إيراداتها التشغيلية.
المركز المالي
كما ارتفع مجموع الموجودات الموحدة من 808.67 مليون دولار نهاية العام 2013 إلى 820.47 مليون دولار كما في 30 أيلول 2014، أي بنسبة ارتفاع 1.5%. وقد بلغ مجموع المطلوبات الموحدة 293.65 مليون دولار كما في 30 أيلول 2014 بالمقارنة مع 288.11 مليون دولار نهاية العام 2013، أي بارتفاع قدره 5.54 مليون دولار وبنسبة 1.9%. وفي المقابل، ارتفعت حقوق الملكية العائدة لمساهمي الشركة الأم من 418.84 مليون دولار نهاية العام 2013 إلى 427.51 مليون دولار نهاية أيلول 2014، أي بارتفاع قدره 8.67 مليون دولار وبنسبة 2.1%.
ويتكون بند حقوق ملكية حملة الأسهم من رأس المال المدفوع البالغ 250 مليون دولار، ومن الأرباح المدورة التي بلغت 150.84 مليون دولار، بالإضافة إلى الاحتياطيات والبنود الأخرى التي بلغت 26.67 مليون دولار نهاية أيلول من العام 2014. وبهذا، تكون القيمة الدفترية للسهم قد بلغت حوالي 1.71 دولار نهاية أيلول من العام 2014 وهي تزيد عن القيمة السوقية للسهم في حينه بنسبة 8.9% (1.57 دولار للسهم). أمّا حقوق الجهات غير المسيطرة (حقوق المساهمين الآخرين في الشركات التابعة)، فقد بلغت 99.31 مليون دولار نهاية أيلول 2014، وتشكل 18.9% من مجموع حقوق الملكية الذي وصل إلى 526.82 مليون دولار
سير أعمال المشاريع وتطورها:
مشروع رابية القدس
وحول سير مشروع رابية القدس، وهو المشروع الاسكاني الأول لباديكو القابضة الذي يلبي الطلب المتزايد على قطاع الاسكان في مدينة القدس، والمكون من 22 بنايه سكنية تطل على معالم المدينة المقدسة، قال حليله بأن الشركةاستكملت التجهيزات لمشروع رابية القدس وسيتم الإعلان عن طرح 81 شقة سكنية للبيع بواقع عشر بنايات كمرحلة أولى، وأضاف حليله بأنه قد تم الانتهاء من إعداد كافة المخططات والتصاميم لهذه المرحلة، وتم فتح ملفات الترخيص لدى بلدية القدس، على أن يتم طرح الشقق للبيع خلال شهر تشرين الثاني الحالي.
ويقع مشروع رابية القدس على بعد 5 كلم إلى الجنوب من البلدة القديمة في حي شرفات قرب بيت صفافا، حيث تجتمع الإطلالة الساحرة للموقع مع روعة التصميم ودقة الإتقان والجهد المتفاني في العمل.
مشروع بوابة أريحا
وفيما يتعلق بمشروع بوابة أريحا، قال حليله بأنه الشركة قد توصلت إلى تفاهم مع بلدية أريحا ووزارة الحكم المحلي لدراسة المخطط الهيكلي التفصيلي للمشروع بشكل منفصل عن المخطط الهيكلي المقترح لمدينة أريحا، وأضاف حليله بأن البلدية قد صادقت على المخطط الهيكلي للمشروع، وبناء على ذلك سيتم عرضه على اللجنة المحلية ومجلس التنظيم الأعلى للمصادقة النهائية. وأوضح حليله أن الشركة باشرت بفتح جزء من الشوارع الداخلية الرابطة بين ساحة المشروع والشارع الرئيس إنتركونتيننتال سابقاً (أواسيس حالياً) باعتباره المدخل الرئيس للمشروع، بحيث أصبح بإمكان الزائر الوصول بسهولة إلى أرض المشروع وساحته والتعرف على قطع أراضي المشروع كما هي في المخطط الهيكلي التفصيلي باستخداماتها المختلفة.
وتعمل الشركة حاليا على إعداد المخططات والتصاميم التفصيلية لشبكة الطرق، والمياه، والمياه العادمة إضافة الى شبكة الكهرباء والاتصالات، على أن يتم بدء أعمال تنفيذ شبكة الشوارع وما يرافقها من بنية تحتية للمرحلة الأولى من المشروع والبالغة حوالي 1000 دونم في بداية العام القادم 2015. وأشار حليله إلى أن مشروع بوابة أريحا سيترك أثراً إيجابياً ملموساً على المجتمع المحلي في أريحا سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي.
شركة فلسطين لتوليد الطاقة
وبخصوص شركة فلسطين لتوليد الطاقة، قال حليله بأن الشركة قامت بإعادة هيكلة رأسمالها، حيث خفضت شركة كهرباء غزة حصتها في الشركة من 43% إلى 5%، وتم الاستعاضة عن ذلك بدخول شركة الاتصالات الفلسطينية والبنك العربي وصندوق الاستثمار الفلسطيني ليشكلوا القاعدة الجديدة للمساهمين في هذه الشركة إضافة إلى باديكو القابضة. وأشار حليله إلى أن الشركة قد أنهت كافة التحضيرات اللازمة لتوقيع الاتفاقيات النهائية مع السلطة الوطنية الفلسطينية، وقال بأن من المتوقع أن تبدأ المحطة عملها مع نهاية عام 2017. وقررت الشركة رفع طاقتها من 200 ميغا وات إلى 400 ميغا وات. وقد تمت الموافقة على هذا القرار من قبل سلطة الطاقة والحكومة الفلسطينية.
ويبلغ رأسمال الشركة الحالي 10 مليون دولار، ومن المتوقع أن يرتفع رأسمال الشركة إلى ما يزيد عن 100 مليون دولار خلال الأعوام الثلاثة القادمة، في حين تبلغ حصة باديكو القابضة في شركة فلسطين لتوليد الطاقة 20%.
خطة عمل المرحلة القادمة
وعلى صعيد الخطة المستقبلية، قال حليله إن الخطة تقوم على الحفاظ على الاستثمارات وتطويرها، واستكمال المشاريع قيد التنفيذ، وتحسين أداء وربحية المشاريع القائمة. وأكد حليله على أن باديكو القابضة وشركاتها التابعة والحليفة سيكون لها دور ريادي وفاعل في إعادة إعمار غزة، موضحاً أن جهود الإعمار مسؤولية اقتصادية ووطنية تقع على عاتق القطاع الخاص الفلسطيني بشكل عام وباديكو القابضة على نحو خاص.