الحدث- ترجمة أحمد بعلوشة
نشرت صحيفة هآرتس تقرير تقرير تحدث عن وضع رئيس الوزراء الإسرئيلي نتنياهو حالياً وهرطقات من ينتظر أنفاسه الأخيرة، فيما يلي التقرير مترجم:
أظهرت وزيرة العدل الإسرائيلية إيليت شاكيد في استوديو ينيت هذا الأسبوع، وتحدثت عن هرطقات أولئك الذين ينتظرون مشاهدة أنفاس نتنياهو الأخيرة، وأن الأخير ليس ملزماً بالاستقالة إذا كان قد وجهت له اتهامات.
كانت هذه شاكيد في أفضل حالاتها، حيث قالت: "دعونا ننتظر ونرى ما سيحدث" وأضافت أنه "بموجب القانون، لا يتعين على رئيس الوزراء الاستقالة".
ولكن شاكيد لم تكن تعني أن تقول شيئاً جيداً عن نتنياهو، أو أنه لا يحتاج للإستقالة لأنه ليس مذنباً، لكنها تقول أن القانون لا يتطلب منه القيام بذلك.
انظروا.. كم تحترم شاكيد القانون!
وفي الوقت الذي يستخدم فيه وزير المالية موشيه كحلون ميزانية وزارته لنشر إنجازاته وجني رأس المال السياسي، تقوم شاكيد ببناء سجل للعمل كوزير للعدل واكتساب الأصول دون توجيه الانتباه إليها. إنها تعمل على المدى الطويل، وليس لشعبية لحظية.
وإذا كان كحلون الذي قام بإعادة تسجيل 180,000 دونم مصادرة في النقب كأراضي للدولة، إلا أن هذا ليس الأسلوب الذي تتبعه شاكيد للقيام بعملها.
تعتبر شاكيد جيدة جداً. وفي كل مقابلة تصبح أكثر وضوحاً، حيث تحافظ على صوت دقيق وبرودة طيارة مقاتلة ولا تعرض نفسها للاستفزاز، وهي لا تشيد ولا تستنكر، ولا ترفع العلم الإسرائيلي كتعبير عن الوطنية.
وقبل بضعة أشهر، أظهر استطلاع للرأي أجراه نشطاء في حزبها "البيت اليهودي" أنه إذا ترأست شاكيد الحزب بدلا من الزعيم الحالي نفتالي بينيت فسوف يفوز الحزب بثلاثة مقاعد اخرى في الانتخابات المقبلة.
هل تذهب شاكيد إلى استوديوهات التلفزيون للتباهي؟. على العكس تماماً.
وخلال مؤتمر لمنظمة "أور ياروك" للسلامة المرورية الذي حدث بعد وقت قصير من نشر نتائج الاستطلاع، قالت شاكيد للإسرائيليين أنه "كما هناك قيود على المرور في الطرقات، فإن هناك قيود تجعلك لا تتجاوز أشخاص آخرين في السياسة" مضيفة أنه "بعد عهد نتنياهو، يجب أن يكون بينيت رئيساً للوزراء".
ولا عجب أنه في مقابلة مع صحيفة ماكور ريشون الأسبوع الماضي، أكد بينيت على مدى فخره بشاكيد و"نموها الهائل" وعندما سُئل عما إذا كان يخطط لإحداث خلل في حزب الليكود الحاكم لتوسيع قاعدة دعمه، قال إنه سيبقى في البيت اليهودي على شاكلته هذه، وفي الإطار قالت شاكيد في مقابلات أخرى حول مكان تواجدها هي وبينيت قائلة: "نحن موجودون في الحزب ونعمل على تطويره وتنميته".
شاكيد لديها قدرة هائلة على اختيار الكلمات بدقة والسيطرة على كلماتها، ولكنها ستكون قادرة في اي وقت على الكشف عن طموحاتها وأنها شخصية رائدة وتتم مقارنتها بنفتالي بينيت. ولكن عندما تأتي اللحظة المناسبة، ستصبح شاكيد رقم 1 والمرشح القوي لرئيس الوزراء.
ما لا تقوله حتى الآن هو أن السباق على رئاسة الوزراء لا يمكن الدخول إليه عبر البيت اليهودي، الذي يعاني من عدة مشاكل أهمها أنه حزب ديني وشوفيني على السواء، كما أنه حزب صغير جداً على طموحات شاكيد.
مثلها مثل نتنياهو، أظهرت شاكيد قدرة مثيرة للإعجاب على المناورة بين الهوية الصهيونية في البيت اليهودي والمحافظة على العلمانية على غرار ما يفعله حزب الليكود. ومثل نتنياهو، فهي شخص علماني قريب من الصهاينة الدينيين. ومثل نتنياهو أيضاً، فإنها تحيط نفسها بهؤلاء المتدينين.
وإذا كان لدى نتنياهو إرث، فإن شاكيد هي الوريث الواضح. مستقبل شاكيد موجود في حزب الليكود، لأنها هي الخليفة الطبيعي لرئيس الوزراء.