لا تتسرعوا فتحكموا على الياء الإضافية في العنوان على أنها خطأ مطبعي أو املائي.
عندما كنت في المدرسة في مرحلة الثانوية العامة -التي قدر لي أن تكون في عمان- لم أكن أفهم لماذا كان علينا كطالبات أن ننشد نشيدا وطنيا يبدأ بـ "عاش المليك". كنت قد قدمتُ من تونس بعد ارث طويل لثورة اريد لها الاستقرار والعودة إلى الوطن، وطيلة سنوات لبنان وتونس كنا نعيش على غناء النشيد الوطني الحالي "فدائي فدائي"، أو نحفظ ونردد عن ظهر قلب كل أناشيد العاصفة وأغاني فرقة العاشقين فكل شيء كان مرتبطا بالوطن والارض، حتى الرئيس ياسر عرفات، لا تسعفني الذاكرة أن هنالك نشيدا أو أغنية وحيدة تخصه وحده.
على أي حال لم أكن أفهم في الطابور الصباحي لماذا كان على كلمة "الملك" أن تكون "مليك"، خاصة وأن كلمة ملك ارتبطت في ذهني بالشعار الشهير "عاش الملك" "مات الملك"، فلم يكن لمغطة الكلمة ومدها بحرف الياء معنى، إلى أن فهمت لاحقا أن هذه المغطة لها مدلولاتها اللغوية التي لا تشير إلى كلمة مَلك فقط (بفتح الميم)، وإنما تشير أيضا إلى المدة والتطويل في عمر المُلك (بضم الميم).
فالمليك صفة مشبهة تدل على الثبات والثبوت لصالح صاحب الملك.
والثبات والثبوت، هما ما نحتاجه في هذه الفترة العصيبة، التي يزورنا فيها المليك، لأسباب اختلفت التقولات والتحليلات بشأنها، فهي إما لنصرة الأقصى كما تشير التصريحات الرسمية، وهي إما لأمور أخرى لها علاقة بصحة الرئيس والإعدادل لمرحلة ما بعد رحيل "الرئييس" كما تناقلت الصحف الإسرائيلية واستعداداً لها، أو لعلها أمور أكبر من عقلي المحدود ان يدركه كأن نتحضر لشبه كونفدرالية مع الأردن.
وفي ظل كل السيناريوهات المطروحة المعلنة وغير المعلنة وما يحضر للمنطقة يبقى أن نقول "عاش الرئييس" بمد الياء ومغطها.