السبت  23 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

وعد بلفور والفعل العربي، هل نعي الدرس؟ أحمد زكارنة

2014-11-05 09:17:07 AM
وعد بلفور والفعل العربي، هل نعي الدرس؟
أحمد زكارنة
أحمد زكارنة

 لا يمكن التوقف أمام ذكرى ما حلَّ بالشعبِ العربي الفلسطيني، بل والأمةِ العربيةِ بأكملِها. نتيجة وعد بلفور المشؤوم عام 1917، وقراءة تداعياته بعد ما يقارب القرن من الزمن بمعزل عن معاهدة "سايكس بيكو" الكونيالية الاستعمارية عام 1916، والتي بموجبِها قسمتْ بريطانيا وفرنسا بموافقة روسيا، المشرقَ العربيَ إلى خمسِ مناطقْ جغرافية جاءت فلسطين فيها كمنطقة للتداول، لتحديد مناطق النفوذ في غرب آسيا بعد تهاوي الامبراطورية العثمانية، المسيطرة على هذه المنطقة في الحرب العالمية الأولى.

 

كما أننا لا يمكن أن نقرأ هذا التاريخ دون الولوج إلى أتفاقية "فيصل وايزمان" التي وقعت من قبل الأمير فيصل ابن الشريف حسين مع حاييم وايزمان رئيس المنظمة الصهيونية العالمية في مؤتمر باريس للسلام 1919م.

 

ولكي نتوقف أمام كل هذه التداعيات وغيرها وترابط بعضها البعض، سنجد لزاماً علينا مراجعة الفعلَ العربيَ بشموليتِه والفلسطينيَ بخصوصيتِه، خاصة وأن هذا الفعل قبل ثورة الضباط الأحرار في مصر عام 1952، لم يتعدَ كونه مجرد جعجعة لا تنتج طحيناً، لتتجلى الثورة وتستفد مما كان قبلها فتحاول لملمة ما تبقى من قومية تناثرت بفعل عدم وضوح الرؤية لدى المجتمعات العربية بشكل عام إلا من رحم ربي، ما يدفعنا لإعادة النظر في التجربة الناصرية ومحاولاتِها، تحديدا ونحن نشهد ما يمكن أن نسميه أعادة انتاج لتاريخ المنطقة في ظلِ ما تشهدُه تحتَ ما يسمى بـ "الربيع العربي".

 

إن تذكر وعد بلفور المشؤوم والبكاء منه ومن نتائجه، لن يفيدنا في شيء، ولن يضيء لنا طريق الغد، ببساطة لأننا لم نقرأ الأمس، بل سيدخلنا في نفق عبادة وتوثين الأفكار الفضفاضة، فالأمر ليس بحاجة لذكاء خارق كي ندرك أن أغلب مصائبنا ليست مجرد خبط عشوائي، وإنما هو نتاج افكار وفلسفة وخطط رسمت بدقة شديدة رافقت فعل أكثر دقة، كما أنها ليست اجتهادا فرديا، بل هي فعل مؤسسات أخطبوطية تمددت بقصد حول العالم بأكمله. فهل نعي الدرس؟