ترجمة الحدث - أحمد أبو ليلى
في افتتاحيتها تطلق صحيفة هآرتس صباح اليوم السم في العسل، تطالب من جهة بالافراج على الشيخ رائد صلاح رئيس الفرع الشمالي للحركة الاسلامية في الداخل بينما تكتب في اخر سطر انها تريد تنظيم الزيارات إلى المسجد الاقصى.
وفيما يلي نص الافتتاحية مترجما:
اعتقل الشيخ رائد صلاح رئيس الفرع الشمالي للحركة الاسلامية في اسرائيل هذا الاسبوع بشبهة التحريض.
وذكرت الشرطة انه خلال جنازة منفذي عملية الاقصى الثلاثة الذين كانوا من ام الفحم الذين ارتكبوا الهجوم الذى وقع الشهر الماضى على جبل الهيكل القى صلاح خطبة اشاد فيها بعملهم وحرض على حرب في الاقصى.
وقد صدرت هذه الملاحظات قبل شهر، وخلال فترة التدخل، تمكن صلاح من الاستمرار في التحريض وتحفيز الشباب المسلمين على شن هجمات. ولذلك، فإن التأخير في اعتقاله أمر يدعو للدهشة. وحتى لو كان يحرض على ذلك، يبدو أن الشرطة لم تعتبر كلماته خطرا واضحا وحاضرا على الأمن القومي؛ وإلا لكانوا سرعوا في اعتقاله.
ولكن صلاح منذ فترة طويلة أصبح رجلا مهما. وكان وزير الدفاع افيغدور ليبرمان ووزراء اخرون طالبوا الشهر الماضي باعتقاله اداريا، وهو طلب رفضه النائب العام الذي قال إن تصريحاته لا تشكل تحريضا على العنف. كما أن قاضي محكمة ريشون ليتسيون قاضي المحكمة مناحم مزراحي، الذي استمع إلى طلب الشرطة بالقبض على صلاح، لم يكن مقتنعا أيضا بأن جميع ملاحظاته تشكل تحريضا. واعترض المزراحي على بعض حجج الشرطة قائلا إنه "رأى تشابها في جنازة من دين آخر، إلا أن أحدا لم يعتبر الأمر تحريضا". ولكن حتى هذه التلميحات الثقيلة حول الانتهاكات المحتملة لحقوق صلاح الدستورية لم تكن كافية على ما يبدو وقف الشعبويين في مجلس الوزراء والكنيست من حملة الاضطهاد ضد المشتبه بهم المعتادة.
التحريض هو جريمة زلقة تخضع لتفسير واسع، ومدى تأثيره في الواقع على صوته. إذا قررت المحكمة أن كلمات صلاح كانت بالفعل جريمة، فإنه يستحق أن يعاقب مثل أي مجرم آخر. وقد قضى صلاح بالفعل تسعة أشهر في السجن بسبب التحريض الذي ارتكب منذ عدة سنوات. ومع ذلك، فإن الذين يريدون إزالته من المسرح العام يخطئون إذا رأوا هذا كوسيلة لجعل التوترات والتهديدات من الصراع في الاقصى تختفي.
وكما أظهرت إدارة الحكومة الفاشلة للحوادث الأخيرة، فإن جبل الهيكل هو مصدر دائم للصراع بسبب وضعه الخاص في نظر جميع المسلمين، سواء سمعوا أو لم يسمعوا كلام صلاح. والحكمة والحساسية والنظر مطلوبة في التعامل مع هذا الموقع، لأنه بدونها، أي نقل غير مرغوب فيه عرضة للتطور إلى أزمة دولية.
ومن الأمثلة على ذلك الأزمة مع الأردن، والخلع مع السلطة الفلسطينية، ومشاركة أمريكا في هذا الحادث، الذي كان ينبغي أن ينتهي عن طريق الدبلوماسية الهادئة. قد يكون صلاح بمحاذاة هذه الأحداث يريد عزيز وضعه، ولكن هذا لا يكفي لتبرير اعتقاله بشبهة التحريض. وسيكون من الأفضل الإفراج عنه فورا والتركيز بدلا من ذلك على وضع قواعد متفق عليها لزيارة الأقصى.