ترجمة الحدث - احمد بعلوشة
نشرت صحيفة هآرتس الاسرائيلية في مقالها الافتتحاية نقدا لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية لأنه لا يعرف الفرق بين العنصري وبين معادي السامية.
وفيما يلي نص الافتتاحية مترجما:
يعتقد رئيس الولايات المتحدة الأمريكية أنه لا فرق بين العنصري وبين معادي السامية. وفي مؤتمر صحفي أدان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ما قام به المتظاهرون في شارلوتسفيل بولاية فرجينيا الأمريكية، حيث خرجت مظاهرة معادية لليهود أطلق على المشاركين فيها اسم "النازيين الجدد". وخلال التظاهرة، اصطدم متعاطف نازي بسيارته بحشد من المتظاهرين المعارضين، مما أسفر عن مقتل شخص، وإصابة 19 آخرين.
وحتى حين حاول في وقت لاحق التراجع عن تصريحاته، قال إن ذلك ينطوي على التكافؤ الأخلاقي بين النازيين الجدد و"اليسار".
رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يفسر عموماً دوره على أوسع نطاق فيما يتعلق بأنه رئيس وزراء الشعب اليهودي كله. وهذه هي الطريقة التي تصرف بها بعد الهجوم الإرهابي في بارس، حين دعا اليهود الفرنسيين للهجرة إلى إسرائيل، أو حين وقف بجانب الرئيس الفرنسي في الذكرى الـ 775 لطرد اليهود من باريس.
وفي مواجهة الصورة الحاصلة في شارلوتسفيل، كتب الرئيس الإسرائيلي روفين ريفلين "الفكرة تقول بأننا نرى في الوقت الحاضر علماً نازيا في شوارع أكبر ديمقراطية في العالم وأكبر حليف لإسرائيل". أما نتنياهو فكان صامتاً، وبخلاف الإدانة الضعيفة التي أدلى بها أمام ترمب حول معاداة السامية والنازية الجديدة، لم يقُل نتنياهو شيئاً.
ويأتي صمت نتنياهو في مواجهة معاداة السامية بعد اجتماعه في المجر مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الذي قاد حملة ضد الزعيم اليهودي جورج سوروس.
ومع صمته على تصريحات ترمب واجتماعه مع القادة الوطنيين الذين يملكون مشاعر معادية للسامية، يختار نتنياهو التعاون مع الجناح اليميني الذي يؤمن بالنقاء الوطني والديني، وهو الجناح اليميني الذي يعمل على القضاء على النظام الليبرالي الذي يحارب من أجل حقوق الإنسان وفصل السلطات ويسعى إلى وضع مؤسسات ديمقراطية تخضع جميعها للحكومة. وبذلك فإنَّ أن نتنياهو يضع إسرائيل في الجانب المظلم في التاريخ.