الخميس  28 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

المطلوب برنامج وطني جديد وليس مجلس وطني جديد / بقلم :د. غسان طوباسي

2017-08-20 10:17:00 AM
المطلوب برنامج وطني جديد وليس مجلس وطني جديد / بقلم :د. غسان طوباسي
د. غسان طوباسي

 

تجري التحضيرات لعقد دورة جديدة للمجلس الوطني الفلسطيني " البرلمان الفلسطيني " و الذي يمثل السلطة العليا لمنظمة التحرير.

وحسب ما جرت العادة فأن هذا المجلس عادةً يعقد في مراحل مفصلية للشعب الفلسطيني مثل دورة تبني النقاط العشرة و الذي نزل سقف المطالب الفلسطينية من تحرير كامل التراب الى دولة على أي شبر يحرر و ثم دولة بالضفة و القطاع ثم قبول قرار242المبهم لترجماته المختلفة ، ثم دورة اعلان الدولة بالضفة و القطاع ثم ألغاء الميثاق الوطني الفلسطيني و هكذا فيما ترى هل نحن ننتظر خطوة استراتيجية جديدة ؟ أم ماذا؟

 

اعتقد كما يعتقد الكثيرين مثلي أن مرحلة منظمة التحرير بكافة مكوناتها بحاجة لمراجعه جوهرية و تاريخية برنامجاَ و بناءاَ.

 

ان الوضع الذي وصلنا اليه يستدعي وقفة مسؤولة من كافة مكونات و ممثلين هذا الشعب ، و التاريخ يعلمنا بأن الأدوات و البرنامج عليها دائماَ أن تواكب التطورات المحلية و الاقليمية و هذا ما كان في التاريخ الوطني الفلسطيني ، فالمرحلة الأولى و التي كانت في بداية القرن الماضي كرد فعل على المشروع الصهيوني و التي كان أحد رموزها المفتي الحسيني ثم تطورت القوى مع تغير الواقع الى قوى قومية و شيوعية و اسلامية و هكذا الى تأسيس المنظمة بتشعباتها الفكرية و الايديلوجية المختلفة و بروز التيار الديني متمثلاً بحماس و الجهاد و الى يومنا هذا.

 

لن يختلف اثنان بالانجازات الكبيرة و التي حققتتها المنظمة عبر تاريخها و أهمها بلورة الشخصية الوطنية الفسلطينية الواحدة و ابراز الهوية الفلسطينية الواضحة في الصراع مع الحركة الصهيونية و الأحتلال ، و تجنيد التأييد و الدعم الأممي بحقنا في تقرير المصير و انهاء الأحتلال ، و هذه انجازات كان من الصعب أو المستحيل أن تتم لولا التضحيات الجسام بقيادة م.ت .ف  و لكن و بعد أن وصلنا الى مفترق طرق خطير يكاد يُطيح بكل ما انجزناه عبر عشرات السنين مُعمداَ بالدم و الدمع هل نحن نسير بالطريق الصحيح ؟

اكاد أجزم أن البوصلة انحرفت و اننا اوشكنا أن نهدم كل ما تم بناءه .

اذن نحن بحاجة لبرنامج و ادوات جديدة نستخلص العبر من الماضي علينا بداية أن نتفق على رواية واحده لصراعنا مع الأحتلال رواية لها بعد واحد تاريخي و انساني علينا ان نتفق سويا هل عاد ممكناَ ما كان مطروحاً قبل عشرين عاماً أي دولة في حدود 67، علينا أن نراجع انفسنا لماذا تنازلنا طوعاً عن ما قدمهُ لنا العالم المتأمر دوماً في قراري 194-181 و اعطاءنا حوالي نصف مساحة فلسطين التاريخية علينا ايضاً أن نتفق أي شكل من النضال يخدم قضيتنا و يعيد الدعم الأممي لها  و خاصة بعد موجات الأرهاب التي تضرب الأبرياء في اوروبا و غيرها.

اذا كان هذا كله هو الهدف من عقد المجلس الوطني فهناك بصيص أمل ، اما اذا كان الهدف اعادة توزيع الحصص على قوى كان لها دور عظيم و ما عادت قادرة على الوقوف و تحمل المسؤولية أصبحت كالأجسام المتهالكة تعيش على امجاد الماضي و حتماً اعادة توزيع المقاعد في المؤسسات العليا و مالهُ من امتيازات كبيرة غالباً سيزيد من الخلافات التنظيمية الداخلية لهذه القوى.

المطلوب جرأة و مسؤولية و حكمة و اخذ العبر من الواقع و المحيط و الأقليم فربما نستطيع أن نرتقي قليلاً و نخرج من النفق لتذكرنا الأجيال القادمة بالخير.