لي حديقة
كلما راودتها عن زهرةٍ شهية
تلفعت بعطرها وتمتمت بسرها
وفاح حرف كأسها
من بردها وحرّها
وأومأت كنسمة خجولةٍ:
لست زهرةً في مزهريةٍ
أنا هواؤها، طيورها
ترابها ونذورها
وجذوعها، أغصانها
ودموعها وجنونها أفيونها
أنا قصيدةٌ ورثتُني عن غابتي
عن رفّ مبدعين حطوا على عشبي
تسلقوا حُجُبي
وطاروا كالحنين إلى الأنين،
أنا تعتّقُ السنينِ في ماءِ وردي
مهرجان الشوق فوق مسرح خدي
جناحا التوق لرباعيات جدي
أنا أندلسية التحليق والبريق
لا زهر قبلي .. لا عطر بعدي
فادخل الحديقةَ من بابها السماوي
وخذْ.. ما شئت من أسطورة
عربشَت على لحن قدّي
ما دوزن زرياب على سلّم نهدي
أنا نهاوندي..
فامتشق طرباً
ورقص الكأس على أوتار زِندي
وناد..ِ كل ما نسي النحل
في خوابيَ شَهدي
سيأتي طائعاً من إطلالة الصبح
فاحتضن منفاي.. شكّلني
على أي صورةٍ تشاء
تمتني .. في أي سورةٍ تشاء
واحملني على قافيتيك
ودُرْ حتى ترى شجري تبلّل
أنا حديقة السر المبجّل
محاطةٌ.. بآية التين
لغاتِ السفرجل
وتمهّل،
في سَفرٍ إلى شاهق القلب
جُلّ ما فيه ومن فيه ترجّل
ليحتفي بِطَرْقِكَ بابَ الحديقةِ
إني على على هودج الجمر
أرنو إليكَ من حرقٍ تدلّل
خذني على محمل الرعشة
نمتطي.. الصهيل في أصغريك
نصوغ من حبال الليل سلّم أنجم
للوصول إلى خافقيك
هنالك أنثرُ زاراً وأرنو إليك
قلبيَ صلى عليكْ
سلام عليك.. سلام عليك