ترجمة الحدث - أحمد بعلوشة
نشرت صحيفة فاينانشال تايمز الأمريكية تقريرا حول معبر رفح ودلالات اعادة فتح المعبر.
وفيما يلي نص التقرير المترجم:
تقوم مصر وحماس، بوضع اللمسات النهائية على اتفاق من شأنه أن يعيد فتح معبر رفح الحدودي بشكل حيوي، مما يسمح بدخول المواد الأساسية للقطاع وتمكين سكانه من السفر.
ويعكس الاتفاق الديناميكيات المتغيرة في المنطقة، ويأتي بعد تحرك مصر ودول الخليج لكبح جماح قطر.. أكبر مانع للمشاريع في غزة وداعم لحماس.
فرضت دول السعودية والإمارات والبحرين ومصر حصاراً إقليمياً على قطر واتهمتها بدعم الجماعات الاسلامية مثل حماس وبرعاية الإرهاب، بينما تنفي الدوحة هذه الادعاءات.
وقد تم التوصل الى اتفاق خلال محادثات توسط فيها محمد دحلان رئيس الأمن السابق في قطاع غزة الذي أطيح به بعد اندلاع صراع عنيف بين حماس وفتح قبل عقد من الزمن.
السيد دحلان -وهو رجل قوي في حركة فتح- يعيش في المنفى بدولة الامارات العربية المتحدة، والذي بدوره دعم الاتفاق بين القاهرة وحماس.
جاء ذلك بعد تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالتوسط في "الصفقة النهاية" لإنهاء الصرع الاسرائيلي الفلسطيني. وسيكون مصير غزة وسكانها البالغ عددهم 2 مليون شخصاً عاملاً حاسماً في أي اتفاق.
ومن المقرر أن يزور جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي ومستشاره رام الله هذا الأسبوع في إطار الجهود الدبلوماسية التي تبذلها واشنطن.
ويعتبر المجتمع الدولي غزة قضية إنسانية ملحة، فضلاً عن أنها تشكل تهديداً أمنيا لإسرائيل ومصر في ظل سيطرة حماس عليها، والتي تعتبر "مجموعة إرهابية".
وتظهر تفاصيل الصفقة التي سيتم بموجبها فتح معبر رفح مع مصر بعد إقلاقه خلال معظم السنوات الأربع الماضية في تصريحات أدلى بها سياسيون فلسطينيون.
وقد زار مسؤولون من حماس، من بينهم الزعيم الجديد في غزة يحيى السنوار القاهرة ثلاث مرات في الأشهر الأخيرة لتحديد التفاصيل.
وأكد محمود الزهار، عضو المكتب السياسي لحماس، اللقاءات بين حماس والسيد دحلان الذي يقسم وقته بين أبو ظبي والقاهرة.
وتحدث مسؤولون فلسطينيون آخرون عن إعادة فتح معبر رفح وذكروا تفاصيل إضافية عن الصفقة التي تشمل أيضا التعويض المحتمل لعائلات القتلى في الاشتباكات بين حماس وفتح في عام 2007. ومع ذلك، لا يزال الفلسطينيون متشككين لأن المنطقة لديها تاريخ من الاتفاقات التي تنهار قبل أن تدخل حيز التنفيذ.
كان لدى حماس علاقة سيئة مع القاهرة منذ أن أطاح الرئيس عبد الفتاح السيسي بمحمد مرسي في عام 2013 واتخذ خطوات لعزل الجماعة الفلسطينية التي هي فرع من جماعة الإخوان المسلمين.
وبعد استلام السيسي، قامت مصر بهدم الأنفاق التي تستخدمها حماس لنقل الناس والبضائع عبر الحدود، وقام بإغلاق معبر رفح أمام الجميع، ومنذ ذلك الحين لم يخرج من غزة سوى بعض الأعداد المتفرقة من الناس. كما اتهمت حكومة السيسي الجماعة المسلحة بدعم أحد أتباع داعش في محافظة سيناء المصرية التي نُسب لها التسبب في مصرع مصريين. ومع ذلك، فإن عقد اجتماعات القاهرة يعتبر تحولاً في العلاقات الإقليمية. خاصة بعد أن أصبحت حماس أكثر عزلة وبحاجة إلى رعاة جدد.
الإمارات العربية المتحدة أصبحت أكثر حزما في سياستها الخارجية، ومصر تريد مواجهة نفوذ الجماعات الاسلامية وتحقيق الاستقرار في الحدود. وقال محللون إنهم يريدون أيضا أن يبدؤوا بتجهيز خليفة لزعيم السلطة الفلسطينية محمود عباس البالغ من العمر 82 عاماً.
وقال محمد جمعة، المحلل في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في القاهرة إن "حماس في أزمة محلياً وإقليمياً".
وأضاف أن "هناك أزمة في التمويل ودفع الخدمات المدنية والكهرباء في غزة، ويعتبرون أن دحلان يمكن أن يمثل وجهاً جيداً لجلب الأموال من الإمارات العربية المتحدة وأماكن أخرى".
وقال مسؤولون فلسطينيون إن مصر تقوم حاليا بتحسين الجانب الحدودي في رفح، وذلك من خلال إضافة كاميرات مراقبة ومعدات أمنية أخرى قبل إعادة فتح المعبر.
وأوضحوا إن دولة الإمارات العربية ستقدم تمويلاً بقيمة 15 مليون دولار شهريا لخدمات الصحة والتعليم والكهرباء وغيرها من الخدمات في القطاع.
ومن شأن الترتيبات الجديدة أن توفر الإغاثة لحماس وسكان غزة بعد توقف السيد عباس عن دفع الكهرباء للقطاع وخفضه لرواتب موظفي الخدمة المدنية التابعين للسطلة، كما قام بخفض تصاريح السفر للأشخاص الذين يحتاجون إلى المغادرة لتقلي العلاج الطبي.
إن عملية إعادة تأهيل السيد دحلان في دور رسمي أو شبه رسمي ستمثل ضربة للسيد عباس الذي اتهم رئيس الأمن السابق بالتآمر عليه للإطاحة به. وقد طٌرد السيد دحلان على إثر هذه الإدعاءات من الضفة الغربية في عام 2011.
ومن المنفى، يمول دحلان "55 عاماً" المشروعات الإنسانية في غزة في خطوة تعتبر محاولة لبناء قاعدة مستقبلية قد تدفعه للرئاسة. وقد سمح لزوجته بزيارة القطاع عبر مصر، فيما طرح مسؤولون مقربون من السيد دحلان احتمالية عودة بعض مساعديه إلى القطاع قريباً.