الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

تنظيم "داعس" مقاومة فلسطينية من نوع آخر

2014-11-06 02:40:20 PM
 تنظيم
صورة ارشيفية
 
الحدث – فرح المصري
 
"عندما تصبح دعسة الوقود.. ضغطة زناد.. فأنت في فلسطين".. تغريدة أطلقها أحد النشطاء الفلسطينيين ضمن حملة شبابية على مواقع التواصل الاجتماعي تعبر عن تأييدهم للعمليات التي تستهدف دهس الجنود والمستوطنين الإسرائيليين.
 
تحت شعار انضموا إلى (#داعس)، بدأت التغريدات تحتل مواقع التواصل الاجتماعي، وسط إعلان الآلاف من النشطاء الفلسطينين مبايعتهم العلنية للتنظيم الإلكتروني الجديد.
 
وتسبب تشابه اسم تنظيم "داعس"، مع اسم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، المعروف اختصارا بـ"داعش"، بإكسابه شهرة كبيرة على نطاق شبكات التواصل الاجتماعي.
 
وعلى أرضية سوداء، تماماً كما هو الحال مع راية "داعش"، غيّر النشطاء صورهم الشخصية، لتتحول إلى "كتائب داعس باقية وتتمدد".
 
ومن بين التدوينات الساخرة التي نشرها النشطاء على الصفحة الخاصة بتنظيم "داعس":
 
 
كتب الناشط محمود أبو قمر، على صفحته على موقع فيس بوك: "ستنضم إلى داعس، لأنك باختصار تحب فلسطين، وتشعر بالأسى أمام ما يجري للقدس من انتهاكات، ولأن الصمت العربي والإسلامي، والخذلان والتآمر، بلغ أقصى مداه".
 
ويُضيف أبو قمر بسخرية: "تنظمينا مش سني، ولا شيعي، ولا شيوعي، ولا سلفي، ولا متطرف.. تنظيم للكل بدون لون.. هدفنا العمل على دعس كل متطرف يعتدي على المقدسات، والفلسطينيين".
 
فيما قال الناشط، يونس أبو جراد، مشيدا بعمليات الدهس، ومنتقدا في ذات الوقت تنظيم "داعش": "ما أقرب ‫#‏داعس من القدس، وما أبعد ‫#‏ داعش عنها".
 
وكتب الناشط محمود شحادة: "هنا في غزة إنزال خلف خطوط العدو، وقتلهم من ‏مسافة صفر، وهناك في الضفة تفحيط فوق رقاب العدو، ودعسهم من ‫مسافة عَجَل".
 
أما أحمد محمد عبد العال، فقال: "إذا رأيتم مستوطنا طائرا، فاعلموا أن داعس في المنطقة".
 
ولم تقتصر التغريد على الكلمات، بل تم إرفاقها بصور ومقاطع فيديو ساخرة، حمل أحدها اسم: "ادعس بنزين، نرجع فلسطين".
 
وفي هذا السياق، قال خبير مواقع التواصل الإحتماعي د. محمد أبو الرب لـ"الحدث": "إن التركيز على تسمية الحملة "بداعس" اقترانا "بداعش" من حيث التسمية قد يكون له انطباع سلبي، فلا مقارنة بينهما، أما من حيث الفعل فهو يعبر عن التوجه العام والشعبي لدى الشعب الفلسطيني".
 
وأضاف محاضر الإعلام في جامعة بيرزيت د. أبو الرب: "انتشرت الحملة بشكل واسع، فطبيعة مواقع التواصل الالكترونية شعبية وعامة الأمر الذي ساعد في انتشار الحملة بشكل كبير وسريع، فلا يوجد قيود على هذه المواقع".
 
وأشار: "إلى أن هناك عدة حملات على مواقع التواصل الاجتماعي لدعم القضية الفلسطينية، لكن هذه الحملات هي حملات آنية، قد تكون قصيرة أو طويلة الأمد، والنشاط الداعم يتمثل بوجود عدد من الصفحات الدائمة للشعب الفلسطيني، وهناك صفحات يديرها عرب وأخرى أجانب".
 
وأكد ضرورة أن يكون هناك ذكاء في إدارة هذه الصفحات، ففي حملة "داعس" يجب أن يكون هناك ذكاء في التعاطي مع عمليات الدهس، لا أن يتم الحديث عن عمليات "الدهس" بشكل مستقل عن المسبب، مبينا أن بعض مواقع التواصل الاجتماعي استخدمت عمليات "الدهس" بشكل خاطىء وقامت بالإشادة بهذه العمليات بشكل بطولي وإهمال الانتهاكات الإسرائيلية في القدس، الأمر الذي يعكس صورة سلبية عن الفلسطينين أمام الرأي العام العالمي، فمن المهم التركيز على الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة بحق الفلسطينين، كالاعتداء على المصلين، وأن ضعف الإمكانيات لدى الفلسطينين أدت الى عملية "الدهس" كتعبير عن المقاومة وكرد فعل طبيعي".
 
من جهته، يرى أستاذ علم النفس في جامعة الأقصى بغزة الدكتور دِرْداح الشاعر: "الفلسطينيون أسسوا الكترونيا ما يريدون له أن يلفت الانتباه لقضيتهم ومعاناتهم".
وتابع في تصريحات صحفية: "داعش يحتل مساحة قوية وكبيرة من الاهتمام العالمي، واليوم كلمة (داعس) المستوحاة على نفس النغمة، ستشهد انتشارا واسعا وكبيرا على صفحات التواصل الاجتماعي، والهدف هنا ليس السخرية وحسب، ولا التنظيم (داعش) نفسه، بل رسالة إلى العالم الصامت".