ترجمة الحدث- عصمت منصور
قدم المحلل العسكري لصحيفة هآرتس الإسرائيلية تحليلا للمواجهة السياسية القادمة بين السلطة ودولة الاحتلال.
وفيما يلي ترجمة التحليل:
ترى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أن شهر سبتمبر هذا العام أيضا يعتبر شهرا شديد الحساسية في العلاقة مع الفلسطينيين وهناك شعور بالقلق لدى أجهزة الأمن من التصرفات "الحربجية " أحيانا التي يقوم بها الرئيس الفلسطيني.
الرئيس أبو مازن المحبط من سياسة الإدارة الامريكية ومن تجاهل المجتمع الدولي للقضية الفلسطينية يدرس معاودة التوجه بطلب انضمام فلسطين لأكثر من عشرين منظمة دولية والقاء خطاب هجومي في الآمم المتحدة.
هذه الخطوات سوف تنعكس على الشارع وخصوصاً في فترة الأعياد اليهودية والتي يسود فيها بالعادة جو من التوتر.
في هذه الاثناء قلصت أجهزة الأمن الفلسطينية التنسيق الأمني بشكل قد يؤثر على قدرتها في احباط العمليات وهو ما جعل الجيش يعتقد أن مسألة انفجار موجهة عنف جديدة هي مسألة وقت فقط.
قبل أشهر اعد مكتب منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية وبناء على طلب وزير جيش الاحتلال خطة لبناء 14 ألف وحدة سكنية في قلقيلية وهي الخطة التي لم تنفذ.
الهدف من البناء هو التخفيف عن الفلسطينيين اقتصاديا وتقليل الازدحام وأيضا لقطف ثمارها سياسيا في العلاقة مع السلطة، الا أن الخطة واجهت معارضة شديدة في الكابينيت بقيادة البيت اليهودي واعضاء من صقور الليكود وثار جدل بين ليبرمان ونفتالي بينت ليعلن نتنياهو عن نقاش أخر خلال أسبوعين ملمحاً أن أجهزة الأمن لم تعرض عليه الخطة كاملة.
رغم مرور شهرين الا أن النقاش حول الخطوات لم تخضع للنقاش ما يعني أنها الغيت عمليا، لأن نتنياهو يدرك أنه لا يملك اغلبية لإقرارها في المجلس الوزاري المصغر لأن البيت اليهودي وقادة المستوطنين يدعون أن قربها من الشارع رقم 6 يشكل خطرا ولكونها ستفتح الباب لتسليم مزيد من الأرض للفلسطينيين.
عدم اتخاذ خطوات لصالح المدنيين على الأرض ترى فيه أجهزة أعامل يعزز فرضية الإنفجار.
وقالت هآرتس بالأمس إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيجتمع مع أبو مازن ونتنياهو اثناء الاجتماع الدوري للأمم المتحدة بهدف تحريك عملية السلام، ولكن الفلسطينيين يعتقدون أن ترامب ينحاز لإسرائيل وغير قادر على إطلاق المفاوضات.
أبو مازن غاضب لأن ترامب يمتنع عن ذكر حل الدولتين بشكل صريح وقلق من التشريعات التي يقرها الكونجرس والتي ستقلص المساعدات الامريكية للسلطة بسبب دفع رواتب الاسرى والشهداء (قانون تايلور فورس*) كما أنه محبط من تجاهل المجتمع الدولي للقضية الفلسطينية بالإضافة الى أنه في عمر82 عاما يعاني من مشاكل صحية واخضع لفحوصات قبل فترة وجيزة.
إلى جانب الانضمام للمنظمات الدولية والتي طلبت الولايات المتحدة الامتناع عن التقدم لها، هناك طرح بالتوجه لمحكمة الجنايات الدولية.
الرئيس اختار أن يتواجد في تركيا عندما قدم أمين عام الأمم المتحدة إلى المنطقة وهي خطوة غريبة.
في خطابه أمام الأمم المتحدة في العام 2015 والذي جاء في ظرف سياسي شبيه، أعلن أبو مازن في نهاية فترة الرئيس أوباما أن السلطة ستتوقف عن تنفيذ الشق المتعلق بها في الاتفاقيات الموقعة بينها وبين إسرائيل في أوسلو وهو ما عبر عنه بموجه عنف أدت الى قتل 40 إسرائيلي، فيما قالت إسرائيل في حينها إن الخطاب اعتبر بمثابة ضوء أخطر لانطلاق العنف.
منذ الأزمة الأخيرة بسبب احداث الأقصى لم يعد التنسيق الأمني إلى سابق عهده بتوجيهات من عباس، وتقريبا لا تعقد اجتماعات بين المستويات العليا والتواصل محصور في اطار ضيق وللحالات الطارئة وهو ما دفع إسرائيل إلى تقيد عمل اللجنة المدنية المشتركة التي تعتبر حيوية للفلسطينيين.
التوتر مع الأردن أيضا لا زال دون حل ولا زالت عمان غاضبة بسبب تحويل عودة الحارس القاتل إلى حدث عام وعلني ولا زال الأردن يعيق عمل اللجان المشتركة والاعتقاد السائد أن تجدد المواجهات حول الأقصى سيدفع الأردن إلى عدم التدخل مرة أخرى.