الحدث- القاهرة
"الريفلكسولوجي".. ربما هي كلمة صعبة النطق، وإن استطعت تجميع حروفها ولفظتها مرة واحدة، ستجدها أيضا ثقيلة على السمع، وربما عصية على الفهم، رغم أنها تعبر عن أحد أشهر أفرع العلم التي تعود لمصر القديمة، ويستخدم في دول العالم حاليا.
و"الريفلكسولوجي" علم عتيق وضع حجر أساسه المصري القديم منذ 2330 عاما قبل الميلاد، عندما استخدمه الملك الفرعوني زوسر، لعلاج نفسه من بعض الأمراض التي انتابته، كي يظل قويا فتيّا أمام شعبه، حسب ما قاله سعد المصري، أول عالم مصري متخصص في دراسة ذلك العلم، في ندوة تثقيفية أقامتها ساقية الصاوي (مركز ثقافي بوسط القاهرة) الخميس الماضي.
وعلم "الريفلكسولوجي" أو "الطب الفرعوني القديم" قائم على تشخيص أي مرض يعاني منه الإنسان من خلال قدميه، حسب سعد المصري، كما أنه "علم شائع ويمارس في تايلاند وشرق آسيا والولايات المتحدة الأمريكية التي تقوم بتدريسه منذ 14 عاما".
وأضاف المصري: "أما في الصين فيعتقدون في علم تشخيص الأمراض من القدمين لدرجة تدفع المواطنين لوضع الوسادة أسفل أقدامهم لا رؤوسهم أثناء النوم".
ولفت المصري إلى أن العلاج من خلال "الريفلكسولوجي" في مصر القديمة "كان مقتصرا على الملوك والملكات الفراعنة، لذلك أطلق عليه آنذاك (العلاج الملكي)؛ فالمصريون القدماء كانوا ينظرون لحاكمهم باعتباره إلها فكان الحاكم يولي صحته اعتناء شديدا من قبيل أن الآلهة لا تمرض ولابد أن تكوت دائما في أفضل حال".
وتخلد إحدى جداريات هرم سقارة، غرب القاهرة، أن كاهن الملك زوسر كان يوقع عليه الكشف الطبي ويعالجه وفقا لهذا العلم، حسب العالم المصري. وزوسر هو الملك الذي شيّد هرم سقارة قبل تشييد أهرامات الجيزة (غرب القاهرة) بألف سنة ما يعكس مدى قدم أصول علم "الريفلكسولوجي".
سعد المصري قال أيضا خلال الندوة إن "كلمة ريفلكسولوجي تعني بالإنجليزية علم الانعكاسات وهو نوع من أنواع الطب البديل يسمى الطب الانعكاسي، قائم على فكرة تشخيص الأمراض التي تلم بجسد الإنسان من خلال قدميه وكفيه،
وتحديدا من خلال خريطة الأعصاب المنتشرة في الكفين والقدمين".
ومضى قائلا إن "خريطة الأعصاب تمكن علماء الريفلكسولوجي من تشخيص أي مرض يلم بالجزء الأيمن من جسد الإنسان من خلال قدمه اليمنى والعكس بالعكس؛ ما يعني أن أمراض القلب تتم تشخيصها من خلال القدم اليسرى في إطار علم الريفلكسولوجي".
ووفق العالم المصري، فإن "شبكة الأعصاب هي التي تعمل على ربط الإصبع الأكبر من القدم بمراكز المخ والإصبع الأصغر بالفك، أما ما بينهم من أصابع؛ فهي مرتبطة بالأسنان والجيوب الأنفية والأنف والأذن".
"أما العمود الفقري فتربطه شبكة الأعصاب بجانب القدم الذي يأخذ شكلا مشابها جدا له، فإذا ما عانى الإنسان من انحناءات بالعمود الفقري ينحني جانب قدمه أيضا بشكل يسهل تشخيصه وفقا لعلم الريفلكسولوجي"، على حد قول المصري.
وأوضح المصري أنه "في أسفل أصابع القدم مباشرة يكون الجزء المسؤول عن تشخيص أمراض الرئتين، ومن باطن القدم كان الفراعنة يتمكنون من تشخيص أمراض المعدة، وأخيرا يظهر من كعب القدم سلامة الجهز البولي والمنطقة الفخذية؛ وذلك كله وفق اتصالات عصبية تربط القدم بسائر أعضاء جسم الإنسان".
وعرج المصري بحديثه إلى استخدام الفراعنة لعلم الرفلكسولوجي لتحديد نوع الجنين في رحم أمه وتشخيص حالات كسور العظام، ما جعلهم "أبرع الأمم في علاج الكسور وفقا لما خلده التاريخ".
كذلك كان المصري القديم أول من هداه علم الريفلكسولوجي إلى أن فيتامين "د" والأشعة تحت الحمراء التي تصدرها الشمس في وقت الضحى لها دور هام في علاج آلآم المفاصل والخشونة، وهي ذاتها الأشعة التي تعتمد عليها مراكز العلاج الطبيعي اليوم وتوفرها للمرضى من خلال أجهزة طبية حديثة، حسب المصري.