الأربعاء  27 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ما يحصل في العالم العربي أمر محزن مقارنة بحجم الدمار والقتل الذي يعصف بالكثير من دول المنطقة

الإعلامي اللبناني جورج داغر لـلحدث من سيدني:

2013-12-08 00:00:00
ما يحصل في العالم العربي أمر محزن مقارنة بحجم الدمار والقتل الذي يعصف بالكثير من دول المنطقة
صورة ارشيفية

حاوره من سيدني: محمد زيدان 

«أنتم برفقة جورج داغر»، عبارة ينتظرها آلاف المستمعين العرب عبر إذاعة صوت الغد في أستراليا ممن تعلقت قلوبهم ببرنامج «حنين» خلال سنوات الست الماضية، البرنامج يذاع كل يوم أربعاء ويعده ويقدمه الصحفي والإذاعي «جورج داغر» كل يوم أربعاء الساعة الثامنة مساء بتوقيت مدينة سيدني الأسترالية حيث يترك محبو البرنامج كل شيء جانباً ويتحول كل شيء فيهم إلى آذان صاغية. أما عن بدايات البرنامج فيقول جورج:

بدأ برنامج “حنين” خطواته الأولى عام 2006، في شهر حزيران، حين أطل لأول مرة عبر أثير إذاعة صوت الغد في سيدني، وكان البرنامج آنذاك مقتصراً على أغانٍ يطلبها المستمعون مع كلمات جميلة من هنا وهناك. ولكن شاءت الأقدار أن تتفجر حرب تموز عام 2006 في لبنان، حيث تحولت أغاني البرنامج إلى أغانٍ وطنية وكلماته إلى كلمات شوق وحب للوطن، وقد رأيت أن هذا التحول في البرنامج قد أعجب المستمعين ونال رضاهم. ومع انتهاء حرب تموز كانت فكرة البرنامج قد تشكلت تماماً وأصبح برنامج المشاعر الرقيقة الحساسة المعبرة عن كل ما هو جميل، برنامجا فيه شوق للوطن والأهل والأصدقاء والأحبة، فيه كم هائل من الحب والتسامح وفيه أيضاً فرح ومشاركات بالأعياد والمناسبات السعيدة المختلفة، إنه برنامج شامل لنا جميعاً فهو يقرب المسافات فيما بيننا ويجمعنا مع من نحب. 

وبما أنّ برنامج “حنين” يبدأ الساعة الثامنة مساء فإنّ كثيراً من أبناء الجالية العربية في أستراليا يتابعون البرنامج في البيوت. والبعض منهم يلتقون معاً ويستمعون إلى البرنامج معاً في مكان واحد. وهناك أناس ما يزالون في العمل أثناء إذاعة البرنامج فيستمعون له في مكان العمل. ولكن أغرب ما سمعته كان عن أناس يستقلون سياراتهم عند بدء إذاعة البرنامج وينطلقون بها في شوارع مدينة سيدني الكبيرة حيث يعطيهم وجودهم في السيارة أثناء سماعه، حسب قولهم، شعوراً غريباً مميزاً يختلف عن سماعهم للبرنامج في أي مكان آخر. 

جورج داغر صحفي وكاتب وشاعر وإذاعي قدير يجلس خلف أجهزة استوديو صوت الغد الكثيرة ويدير كل شيء خلال فترة البرنامج. ولا يعطله الكم الهائل من الرسائل الإلكترونية التي ترد صفحة البرنامج، ولا رنين الهاتف الذي لا ينقطع، عن أن يكون مبدعاً واثقاً من نفسه ومذيعاً محترفاً يقدم لمستمعي البرنامج ساعتين كاملتين من الكلمات الهادفة والموسيقى الحالمة والنصائح والمشاركات التي تأتي في موعدها تماماً. صحيفة الحدث التقت الإذاعي جورج داغر ودار هذا الحوار:

كيف ينظر جورج داغر إلى التغيرات السياسية الحاصلة في العالم العربي؟ 

وضعنا في العالم العربي محزن جداً. الأبرياء يسقطون يومياً بالعشرات، المشردون بالآلاف، الدمار يسرق منا الحضارة والتقدم والعمران ويعيدنا عقوداً من الزمن إلى الوراء. ليتنا نعي حجم الخسائر التي تلحق بالجميع. في النهاية الجميع راحلون، والوطن وحده باق، لكن أي وطن نسعى لتركه إلى الأجيال القادمة؟ علينا أن نتمسك بالأمل لأن اليأس هو مقبرة المستقبل ونحن ما اعتدنا الاستسلام للظلام. فلنضء شمعة ولننتظر الشمس.

كيف تقيم حالة الإعلام العربي في الوقت الراهن، وهل استفادت هذه الحالة من مدارس الإعلام الغربي فبات هناك ما يشبه حالة التماهي بين الشكلين أو الأسلوبين ؟

ليتنا نأخذ من الغرب ما هو مناسب لإعلامنا ومجتمعاتنا وثقافتنا. نحن نملك شعارات ونتغنى بالحرية لكن تنقصنا ثقافة تقبل الآخر والإصغاء للرأي الآخر الذي قد يكون مناقضاً لرأينا. في الإعلام الغربي قد تجد أشخاصاً يتحاورون حول مواضيع سياسية أو ثقافية بكل احترام وموضوعية، ولكن نادراً ما ترى ذلك في إعلامنا العربي. لكن علينا أن ندرك أنه طالما كانت الصحافة قادرة على التغيير فهي فعلاً سلطة أولى. الصحافة قادرة على تصويب  الأخطاء لتصحيحها، قادرة على إرجاع الحق لأصحابه، قادرة على ملاحقة الفساد بغية القضاء عليه. هذا أمر صحي حين تمارس الصحافة دورها هذا بكل نزاهة.

كيف ترى وضع الجالية العربية في أستراليا؟ 

الجالية العربية في أستراليا جالية كبيرة وتاريخها يعود إلى عشرات السنين، وقد حققت الجالية العربية في هذا البلد إنجازات كثيرة جداً فهناك مدارس عربية كثيرة كاملة وهناك مطاعم ومتاجر وأسواق عربية هذا غير النشاطات العربية السنوية التي يتم تنظيمها. هناك احتفالات واسعة تتم في الأعياد والمناسبات ويحضرها المئات من العرب المقيمين في هذا البلد. والكثير من المطربين والفنانين العرب يزورون أستراليا باستمرار لمعرفتهم بأهمية الجالية العربية وحجمها في أستراليا. الجالية العربية هنا رغم بعد أستراليا عن العالم العربي فهي بخير ولديها حنين لا يوصف لكل تفاصيل الوطن.

كيف تقيم أثر برنامجك في حياة المغترب العربي؟ 

برنامج “حنين” هو عبارة عن الملتقى الحيوي لكل مغترب عربي فهو يشارك المستمعين أفراحهم ومناسباتهم ويحرك فيهم حنينهم للوطن والأهل والأحبة ويعطيهم أملاً حتى يواصلوا طريقهم بعيدين عن موطنهم وأحياناً أهلهم وأحبتهم. هناك أشخاص التقوا عبر حنين ثم تزوجوا بعد ذلك. ومن القصص الجميلة التي تلمس القلب والمشاعر أن فتاة وشاباً من مستمعي حنين قد تزوجا ثم رزقا بمولودة وقاما بتسميتها باسم “حنين” وقد كانت تلك مفاجأة كبيرة بالنسبة لي وسعادة عظيمة لا توصف. ولهذا أقول أن برنامج حنين هو بيت دافئ لكل مستمع وهذا الأمر أعلمه وألمسه من الكم الهائل من الرسائل التي أتلقاها كل أسبوع. هناك العديد من المستمعين الذين يرسلون عبارات الإعجاب والشكر ويكتبون عن أثر البرنامج في حياتهم اليومية. 

هل أكسبتك معايشة الإعلام الغربي أية تجربة شخصية؟ وكيف حققت أو عكست هذه الاستفادة من خلال برنامجك؟

التنوع الثقافي الموجود في أستراليا أكسبني بلا شك بعداً كبيراً وأنا مُصر أن أبقى على تواصل مع الجميع. قد يكون الجو العام لبرنامجي عربياً لكنني أحرص دائماً أن يكون هناك أغان أو كلمات بالفرنسية والإنكليزية لهدف المزج بين الثقافات وتعريف الغرب على ما يمكننا أن نقدمه. ولقد نجحت في ذلك قدر المستطاع، فهناك من يتابعون برنامجي وهم لا يجيدون اللغة العربية بطلاقة.

في النهاية أستاذ جورج، هل هناك كلمة تود أن توجهها إلى مستمعي برنامج حنين خصوصاً أولئك الموجودين في فلسطين؟ 

لحنين رصيد كبير من المستمعين في فلسطين وأنا على تواصل دائم معهم. أقول لهم وللجميع الحياة لا تهوى الضعفاء فكونوا أقوياء، تمسكوا بأحلامكم وحصنوا أنفسكم بالأمل، فغداً لا شك أفضل. شكراً لصحيفة الحدث ولكل العاملين فيها على هذه اللفتة الرائعة وأتمنى لكم التوفيق والنجاح في إيصال الرأي الحر والخبر الصحيح