الأربعاء  27 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

المرصد: قتل ما لا يقل عن 3000 شخص بينهم نحو ألف مدني في سوريا في سبتمبر

2017-10-02 10:32:05 AM
المرصد: قتل ما لا يقل عن 3000 شخص بينهم نحو ألف مدني في سوريا في سبتمبر

 

الحدث عربي ودولي 

قتل ما لا يقل عن 3000 شخص بينهم نحو ألف مدني في سوريا خلال ايلول/سبتمبر في حصيلة شهرية هي الاكبر خلال 2017، جراء احتدام المعارك وتكثيف الغارات على مواقع تنظيم الدولة الاسلامية في شمال وشرق البلاد، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

 

ويأتي ارتفاع حصيلة القتلى في وقت يوشك تنظيم الدولة الاسلامية على خسارة معقله في الرقة (شمال) ويتصدى لهجومين منفصلين في دير الزور (شرق)، من دون ان يشل ذلك قدرته على شن هجمات مباغتة، ادى أحدها فجر الاحد الى سيطرته على مدينة القريتين في وسط البلاد.

 

وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن وكالة فرانس برس الاحد عن توثيق “مقتل أكثر من ثلاثة الاف شخص بينهم نحو ألف مدني خلال شهر ايلول/سبتمبر في حصيلة قتلى شهرية هي الاعلى خلال العام 2017″.

 

واوضح ان بين القتلى المدنيين 207 اطفال على الاقل، لافتا الى ان “أكثر من سبعين في المئة من المدنيين قتلوا جراء ضربات جوية”.

 

واحصى المرصد في الشهر ذاته مقتل 790 عنصراً من قوات النظام والمقاتلين الموالين لها مقابل 738 مقاتلاً من التنظيمات الجهادية لا سيما تنظيم الدولة الاسلامية. كما قتل 550 عنصراً من الفصائل المعارضة وقوات سوريا الديموقراطية.

 

واوضح عبد الرحمن ان ارتفاع حصيلة القتلى مرده الى “احتدام المعارك تحديداً ضد تنظيم الدولة وتكثيف طائرات التحالف الدولي وروسيا غاراتها على معاقله في الرقة ودير الزور، بالإضافة الى تكثيف الطيران السوري والروسي غاراته على مناطق تحت سيطرة الفصائل المعارضة”.

 

ويدعم التحالف الدولي بقيادة اميركية هجوماً تشنه قوات سوريا الديموقراطية على مدينة الرقة التي باتت تسيطر على أكثر من تسعين في المئة من احيائها. كما تقود هذه القوات هجوماً يستهدف التنظيم في ريف دير الزور الشرقي.

 

وتدعم روسيا من جهتها هجوماً تشنه قوات النظام في مدينة دير الزور لطرد الجهاديين من احيائها الشرقية ومناطق في ريفها الغربي.

 

وأعلن المرصد الاحد عن مقتل 12 مدنيا بينهم خمسة أطفال في غارات جوية على قرية الطوب في الريف الشرقي لدير الزور “نفذتها طائرات يرجح أنها روسية”.

 

وفي الاسبوعين الاخيرين، كثف الطيرانان السوري والروسي غاراتهما على مناطق تحت سيطرة الفصائل المعارضة في محافظة ادلب (شمال غرب) الواقعة بمجملها تحت سيطرة هيئة تحرير الشام التي تعد جبهة النصرة سابقا أبرز مكوناتها.

 

وقتل 34 مدنياً على الاقل بينهم ثمانية اطفال ليل الجمعة السبت جراء غارات جوية شنتها طائرات لم يعرف إذا كانت سورية ام روسية على بلدة ارمناز في ادلب، بحسب المرصد. كما قتل 21 مدنيا على الاقل جراء قصف مدفعي لقوات النظام على منطقة الغوطة الشرقية لدمشق.

 

وتعرضت المنطقتان للقصف رغم انهما تشكلان اثنتين من أربع مناطق شملها اتفاق خفض التوتر الذي تم التوصل اليه في إطار محادثات استانا برعاية كل من روسيا وإيران حليفتي النظام السوري وتركيا الداعمة للمعارضة في ايار/مايو بهدف افساح المجال امام وقف دائم لأطلاق النار.

 

ومنذ اقرار الاتفاق، تراجعت وتيرة قصف قوات النظام وحلفائها لهذه المناطق قبل ان تتكثف في الاسبوعين الاخيرين.

 

هجوم مباغت في البادية

ويستثني اتفاق خفض التوتر كلا من هيئة تحرير الشام وتنظيم الدولة الاسلامية، الذي تمكن فجر الاحد بحسب المرصد من “السيطرة على كامل مدينة القريتين الواقعة جنوب شرق حمص على أطراف البادية السورية، إثر هجوم مباغت ضد قوات النظام” المتمركزة داخل المدينة.

 

وبحسب المرصد، تسللت مجموعات من مقاتلي التنظيم من منطقة البادية الى القريتين حيث كان يتواجد عدد قليل من قوات النظام، ما ادى الى اندلاع اشتباكات عنيفة.

 

وتحاصر قوات النظام المدينة في الوقت الحالي، بحسب المرصد.

 

وتمكنت قوات النظام من السيطرة في بداية نيسان/ابريل 2016 على مدينة القريتين التي تعد رمزاً للتعايش الديني بين المسيحيين والمسلمين في سوريا، بعد سبعة أشهر من سيطرة التنظيم عليها.

 

وخلال سيطرته على المدينة، أقدم التنظيم على تدمير دير مار اليان الاثري وعلى احراق كنيستين اخريين، كما خطف عشرات من سكانها المسيحيين قبل ان يطلق سراحهم بعد اسابيع عدة.

 

وقبل اندلاع النزاع، كان عدد سكان القريتين نحو ثلاثين ألف شخص بينهم 900 مسيحي، لا يزال عشرات منهم موجودين في المدينة.

 

وافاد عبد الرحمن عن معارك عنيفة تدور بشكل متزامن بين الطرفين على محاور عدة في بادية السخنة، حيث تمكن التنظيم ايضاً من السيطرة على بلدة وجبل استراتيجي يشرف على طريق حيوي.

 

واسفرت هجمات شنها التنظيم على حواجز لقوات النظام والموالين لها جنوب مدينة السخنة منذ الخميس عن سقوط 128 عنصرا على الأقل في صفوفها، بينهم 20 مقاتلاً على الأقل من حزب الله اللبناني. كما قتل تسعون جهادياً على الاقل، بحسب المرصد.

 

ويوضح عبد الرحمن ان التنظيم الذي يتلقى خسائر ميدانية على جبهات عدة يحاول عبر هذه الهجمات المباغتة ان “يثبت امام الراي العام المحلي والدولي انه ما زال يحتفظ بقدرته على الهجوم والمباغتة، وايقاع خسائر بشرية كبيرة في صفوف خصومه”.

 

وتزامن بدء هذه الهجمات مع بث التنظيم الخميس لتسجيلً صوتيً نسب الى زعيمه ابو بكر البغدادي، دعا فيه أنصاره الى “الصبر والثبات” في وجه “الكفار” المتحالفين ضدهم في سوريا والعراق.

 

وناشد “جنود الخلافة” تكثيف “الضربات” في كل مكان، واستهداف “مراكز إعلام” الدول التي تحارب التنظيم.

 

ومني تنظيم الدولة الاسلامية بخسائر متتالية، في سوريا على أيدي قوات النظام السوري المدعومة من إيران وروسيا، وقوات سوريا الديموقراطية المدعومة من واشنطن، وفي العراق على أيدي القوات العراقية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة اميركية.

 

ومن جهتها ثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل أكثر من خمسة آلاف سوري، نصفهم من الأطفال والنساء تقريبا بعد عامين من التدخل العسكري الروسي الى جانب قوات النظام السوري.

 

وقالت الشبكة في تقرير لها اليوم الأحد، على نسخة منه بمناسبة مرور عامين على التدخل الروسي الذي صادف أمس إن “القوات الروسية نفذَّت منذ تدخلها عشرات الآلاف من الهجمات غير المبررة، التي أوقعت خسائر بشرية ومادية فادحة، تركَّزت على مناطق أغلبها تخضع لسيطرة فصائل في المعارضة السورية المسلحة بنسبة تقارب 85 في المئة”.

 

وتابعت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن ” عامين من التدخل الروسي في سورية لصالح النظام، أسفر عن ارتكابها انتهاكات، أدت لاستشهاد 5233 مدنياً، بينهم 1417 طفلاً، و886 سيدة”.

 

وأوضحت أن “العدد الأقل من الهجمات كان من نصيب المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش بنسبة تقارب 15 في المئة، وحتى في مناطق سيطرة “الدولة الإسلامية”، فقد تم تسجيل عشرات الحوادث لقصف مواقع مدنية، ما خلَّف مجازر بحق سكان تلك المناطق”.

 

ووثقت الشبكة في تقريرها حصيلة انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها القوات الروسية في عامين، موضحة أن روسيا “ارتكبت 251 مجزرة، وسجل ما لا يقل عن 707 حوادث اعتداء على مراكز حيوية مدنية، منها 109 على مساجد، و143 على مراكز تربوية، و119 على منشآت طبية”.

 

وأشارت إلى أن “القوات الروسية استخدمت الذخائر العنقودية ما لا يقل عن 212 مرة، معظمها في محافظة إدلب، في حين أنها استخدمت الذخائر الحارقة ما لا يقل عن 105 مرات، معظمها في محافظة حلب.”

 

وقدَّم التقرير إحصائية عن مسؤولية القوات الروسية عن “قتل 47 شخصاً من الكوادر الطبية، بينهم 8 سيدات، إضافة إلى 24 شخصاً من كوادر الدفاع المدني، و16 من الكوادر الإعلامية.”

 

وذكر التقرير أيضا أنَّ الهجمات الروسية “تسببت في نزوح 3.2 مليون شخص هرباً من عمليات القصف والتدمير”.

 

ونوَّه التقرير إلى أنَّ القوات الروسية “بدأت بُعيد نجاحها في استعادة السيطرة على الجزء الشرقي من مدينة حلب، بدعمٍ بري من قوات النظام، والميليشيات الإيرانية، في عقدِ مفاوضات واتفاقيات، دولية ومحلية، أدت إلى انخفاض ملحوظ في معدلات القصف والتدمير”.

 

فصيل سوري معارض يطالب بالضغط على روسيا لتنفيذ اتفاق “تخفيف التوتر”

من جهة أخرى طالب جيش الإسلام التابع للمعارضة السورية اليوم روسيا بالالتزام بتعهداتها لتنفيذ اتفاق ” تخفيف التوتر” في الغوطة الشرقية التي يسيطر عليها جيش الاسلام .

 

ودعا جيش الإسلام الذي يسيطر على مناطق شرق العاصمة دمشق ، في بيان صحفي ” الوسطاء للضغط على الجانب الروسي للوفاء بالاتفاقات أحادية مع فصيلي جيش الإسلام وفيلق الرحمن والتي تنص على وقف إطلاق النار بشكل كامل بكافة أنواع الأسلحة، ويشمل جميع المناطق التي يسيطر عليها الفصيلان في الغوطة الشرقية والتي تم توقيعها في شهر أغسطس/آب العام الماضي “.

 

كما يتضمن الاتفاق فك الحصار عنها وإدخال المواد الأساسية التي تحتاجها الغوطة، دون أي إعاقات أو ضرائب أو اتاوات، وإطلاق سراح الموقوفين والمعتقلين من الأطراف المعنية.

 

وقالت وزارة الدفاع الروسية، الأسبوع الماضي ، إن اتفاقات “تخفيف التوتر” في المناطق مستقرة رغم بعض الخروقات .

 

وقال بيان جيش الإسلام إنه ” التزم على مدار شهرين بالاتفاق رغم الخروقات شبه اليومية للقوات الحكومية “.

 

وكانت القوات الحكومية السورية شنت حملة عسكرية على بلدة حوش الضواهرة في 25 سبتمبر/أيلول الماضي، وكررت ذلك في 30 من الشهر نفسه .

 

ويعتبر جيش الاسلام واحدا من أقوى فصائل المعارضة في سورية حيث يسيطر على مناطق واسعة شرق العاصمة دمشق منذ بداية عام 2012 وشنت القوات الحكومية عشرات العمليات العسكرية لاستعادتها .

 

وكبد فصيل فيلق الرحمن ، الذي يسيطر على حيي جوبر وعين ترما شرق العاصمة دمشق ، القوات الحكومية خلال الأشهر الثلاثة الماضية حوالي 300 قتيل وأكثر من 1200 جريح إضافة إلى تدمير عشرات الآليات العسكرية بعد الحملة التي أطلقتها القوات الحكومية على حيي جوبر وعين ترما شرق العاصمة دمشق .