الحدث- محمد غفري
دونت المرابطة في المسجد الأقصى خديجة خويص عبر صفحتها على الفيس بوك، تصف تجربة اعتقالها الأخيرة لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي في سجن الرملة.
خويص في تدوينتها، قالت إن سلطات الاحتلال احتجزتها في سجن مخصص للسجينات المدنيات على الرغم أن اعتقالها أمني.
ووصفت خويص، انتهاكات الاحتلال بحقها وكيف تنقلت من زنزانة إلى اخرى في سجن الرملة، وكل واحدة منها أقبح من الثانية، عدا مصادرة ملابسها الشرعية، ونصب كاميرات مراقبة داخل الزنزانة.
واعتقلت قوات الاحتلال المرابطة خديجة خويص يوم الثلاثاء 5 سبتمبر الجاري، بعد استدعائها للتحقيق في مركز شرطة "عوز" بالقدس المحتلة، بذريعة رباطها في المسجد الأقصى، واستمر اعتقالها مدة 23 يوماً حتى الإفراج عنها يوم 28 أيلول الماضي.
وفيما يلي ما دونته المرابطة في المسجد الأقصى خديجة خويص حول تجربة اعتقالها الأخيرة، ونقلته "الحدث" عنها:
أتعلمون ما هذا المكان ؟؟
إنّه سجن الرملة ، وبالتحديد المخرج الذي يتم إطلاق سراح المعتقلة منه ...
هذا السّجن للسجينات المدنيات اللواتي يقمنَ بمخالفاتٍ مدنيّة مثل السرقةِ والقتلِ والاعتداء ، وفيه قسمٌ للسجينات اللواتي يقمنَ بتلك المخالفات المدنيّة من العربيات واليهوديات ...
وقسم آخر يُسمّى بالعبرية "أفراداه" وفيه عشرة زنازين منفردة ، كلّ زنزانة لسجينةٍ واحدةٍ، وهو عبارةٌ عن قسمٌ للعقاب،فمن تكون شرسةً من السجيناتِ المدنيّات أو من ترتكب مخالفة داخل السجن ، فإنّها تُعاقَبُ بعزلها لوحدها في زنزانة في ذلك القسم ، بحيث تجتمع كل عاهات السّجن فيه، وتختلف رداءة تلك الزنازين من زنزانة لأخرى ، فقد تجد زنزانة ساطعة الإنارة وأخرى خافتة،وقد تجد زنزانة حمامها زجاجيّ الباب ،بحيث تظهر وأنت تغتسل لأيّ حارسٍ يمرّ ، وأخرى امتلأت ارضيتها بمياه الصرف الصحيّ ، وتبقى مياه المرحاض تضخ على مدار السّاعة بحيث تصخّ أذُنيكَ وتصيبك بالصمم ، وقد نصبوا كامرتين إحداهما فوق السرير وأخرى فوق المرحاض ، وزنزانة حراراتها تتجاوز 35 درجة مئوية ...
ولك أن تتخيلَ كيف ينقلبُ القسمُ رأسا على عَقِب عندما تتشاجرُ السجينات مع بعضهنّ ،كلٌّ تصرخ من زنزانتها ،ليبدأ مسلسل الشجار اليوميّ، المصحوب بأسوأ الألفاظ النابية التي لم تتخيل يوماً أنّك من الممكن أن تسمعها ، وسبّ الذات الإلهية ووصفها بأقذع الألفاظ ، وغيره من الأوصاف والكلام الذي يندى له الجبين ، ويستمرُ هذا الشجارُ لساعات قد تمتد لما بعدَ منتصفِ الليل ، فلا تهنأُ براحةٍ أو هدوء أو عزلة ...
في هذا القسمِ يدخلُ الحراس للزنازين ثلاث مراتٍ يوميّا ،من أجل ما يُسمّى العدد ، أو التفتيش ، بحيث تَمُدّ يداك ليتمّ تكبيلهما بالقيود قبل كلّ دخولٍ لحراس الزنزانة ...
في هذا القسم تمّ عزلي لثلاثة وعشرين يوما مع أنني معتقلة بتهمةٍ أمنيّة، وقد تفننوا في نقلي بين هذه الزنازين التي وصفتُ لكم ، وقد نزعوا عنّي حجابي وجلبابي ومعاصمٌ ألبسها في ساعدي وكذلك جواربي ، وحراس السجن من الذكور يدخلون ويخرجونَ لزنزانتي ، وقد كانت صلاتي ليومين بلا حجابٍ ولا جلباب وأنا واقفة ، إذ لم أتمكن من السجودِ على ارضية امتلات بمياه الصرف الصحيّ ....
باختصار إنّه #مسلخ_الرملة