الحدث- عصمت منصور
كل المؤشرات تشير الى سقوط قريب لمدينة الرقة المعقل الأخير لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" وهو ما يعيد طرح السؤال ماذا بعد داعش؟
الدكتور الإسرائيلي مردخاي كيدار حاول أن يجيب على هذا السؤال عبر مقالة له في موقع صحيفة معاريف ( مع التحفظ على مضمونها ومصطلحاته) .
بدابة طالب كيدار بالتميز بين ثلاثة مصادر للتنظيم:
وهو ما يعني أن زوال التنظيم وهزيمته كما يلوح في الأفق وخسارته للأراضي التي سيطر عليها سيجعله يصبح جزء من الماضي ولكن الرجال والمقاتلين الذين ذهبوا الى أماكن أخرى في العالم سيطوفون في البلاد وفي قلبهم حسرة كبيرة ورغبة في الانتقام من كل من حارب التنظيم وكان سبب في انهيار معاقله وتحديدا دول التحالف والدول التي فتحت لها المجال وعاونتها.
إن هؤلاء الرجال أو الأشخاص اقاموا ما يشبه الفروع للتنظيم في سيناء وليبيا ومالي والفلبين وغيرها من الدول وكل فرع لائم نفسه للظروف المحيطة به وطبيعة المكان الذي انتقل اليه وفق طبيعة النظام وسيطرته في هذه المناطق ووجود تنظيمات محلية يمكن التشبيك معها في العمل.
هذه الظاهرة شهدنا شبيه لها عند تفكك القاعدة في أفغانستان عندما تحول فرع من فروعها في العراق بالتحالف مع السنة وبقايا الجيش العراقي الى ما بات يعرف بداعش بعد أن استفاد من غياب الدولة وضعفها في العام 2003وهو نمط يكرر نفسه في كل التنظيمات الإسلامية التي يتحول فيها الفرع الى تنظيم قائم بذاته ولكنه يواجه دوما بالفشل بسبب:
السؤال المطروح هو ما مدى تأثير اغتيال حلم الخلافة على الدول الإسلامية؟؟
الجواب مركب لأنه وبدون شك أن سقوط داعش سيقوي خصومهم والتيارات الأخرى وربما أيضا يمكن اعتبار أحد أسباب توجهات حماس الجديدة بسبب الحالة العامة المعادية لداعش والحركات الإسلامية.
ولكن من جهة أخرى فأن ضعف داعش السني سيقوي التيارات الشيعية وهو ما سينعكس على الدول السنية تركيا والسعودية لصالح إيران.
إن فكرة الخلافة لم تمت بموت داعش لأنه موجود في الكتب المقدسة وكتب التعليم وخطب الجمعة ومواقع الانترنت ومن المؤكد أنه سينهض مرة أخرى من اجل إعادة الايام المجيدة التي كانت في عهد الخلافة أيام الصديق وعمر والاباء المؤسسين من الصحابة.
هذا ومن الواضح أن الحرب ضد الغرب ستتواصل عبر جماعات أصغر والمجتمعات الغير مسلمة ستعاني في أوروبا وإسرائيل والولايات المتحدة وغيرها.
انتهى داعش اكتنظيم لكن روح الجهاد التي غذاها خلال الأربع سنوات الأخيرة واعطاها هذا البعد الوحشي ستبقى وعلى العالم أن يدافع عن نفسه منها.