الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

يا واش يا واش على المصالحة

2017-10-10 05:13:55 AM
يا واش يا واش على المصالحة
رولا سرحان

 

"يا واش يا واش يا مرجيحة، ما تصدهاش يا مرجيحة" هكذا هي الأغنية أو الطقطوقة المصرية التي استخدمت المفردة التركية "يا واش يا واش" لتعني واحدة واحدة – حبة حبة أو بالعامية الفلسطينية "شوي شوي"، هي من أجمل ما كتب بديع خيري، الشاعر المصري العظيم الذي كتب أغنيات كثيرة لسيد درويش نعرفها لكننا قد لا نعلم أنه هو من أبدع كلماتها العذبة، من قبيل أغنية "سالمة يا سلامة، رحنا وجينا بالسلامة." وأغنية "أهو دا اللى صار وأدي اللى كان مالكش حق تلوم عليا".

 

هكذا تماما، وكما كتبتها هنا، انتفضت هذه الأغنيات مرة واحدة في رأسي، وأنا ألاحق من جهة لجهة أخبار المصالحة، عسى أن تمضي على خير.

 

المهم، أن زمن الانقسام الذي حدث في عهد الرئيس عباس، لعله يكون قد ولى، لنطوي الصفحة المخجلة من تاريخنا، ليعود الرئيس عباس رئيسا للكل، وهذه المرة بموافقة من حماس، ولتمضي هذه المركب المثقوبة إلى وجهة ما.

السؤال الكبير الذي نسأل أنفسنا اليوم: هل المصالحة هذه المرة هي أكثر جدية من سابقاتها وبالتالي ستكلل بالنجاح؟

 

الكل يرغب بالأمل، وتحديدا أهالي قطاع غزة، الذين أنهكهم الحصار من الأقرباء قبل الأعداء.

 

إذ تكمن المعضلة الأساسية في رغبتنا إقناع أنفسنا أن المصالحة بين فتح وحماس لن تكون زواجاً قصير الأمد. خاصة وأننا نعرف أن وراء الأكمة ما يشي بحدوث دراما قد تفشل كل تلك الآمال والتطلعات.

 

لكن المعلوم لدينا أيضا أن الجانب المصري هذه المرة لن يسمح أبدا بأن تفشل المصالحة دون أن يحمل طرفاً ما المسؤولية كاملة وواضحة وبشكل علني عنها، لذلك حاولت مصر استباق الموضوعين الأساسيين الذين قد يعيدا الأمور إلى الوراء، وهما سلاح المقاومة، وملف الموظفين، ففي هذا الملف تشرف مصر على آليات تنفيذه مباشرة، أما الأول فقد قالت في شأنه وبوضح للرئيس عباس وعلى لسان رئيس المخابرات المصرية خالد فوزي إن سلاح المقاومة لن يكون مطروحا للنقاش إلا بعد التوصل لاتفاق سياسي شامل مع اسرائيل.

 

يبقى أن ننتظر ما ستتمخض عنه الأيام القليلة القادمة والتي لعلها تمضي بسلام كما يخطط السيسي الذي عبر صراحة إن هدف المصالحة ليس المصالحة بقدر ما هو "بدء مرحلة جديدة تمهد للانطلاق نحو سلام عادل بين فلسطين وإسرائيل."

 

وإلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا نقول للمتصالحين كما قال بديع خيري: "اوعى يمينك اوعى شمالك اوعى الأزمة توقف حالك، اوعى وشك اوعى ضهرك اوعى فوقك اوعى تحتك".