الحدث - ترجمة احمد بعلوشة
نشر برادلي بورستن مقالاً على صحيفة هآرتس يتحدث فيه حول عجز الرجال عن صناعة السلام، وفيما يلي نص المقال:
سيحدث ذلك، وستعمل المرأة على تحقيق السلام في فلسطين وإسرائيل. وستكون المرأة وراء ذلك، مثل النساء اللواتي يعملن في منظمة نساء من أجل السلام، المجموعة الشعبية الرائدة التي نظمت فعاليات رحلة إلى السلام، وهي سلسلة من المسيرات والمظاهرات وغيرها من المناسبات التي استمرت 17 يوماً وجمعت نساء من مختلف الديانات والهويات والجنسيات والأعمار، وأيضاً الانتماء السياسي.
هذه النشاطات وغيرها من الأنشطة التي يقمن بها الناشطات العاملات في مجموعات أخرى ويفعلن ما تفعله النساء كل يوم.. يفعلن المستحيل. وفي الحديث عن المستحيل، فإننا لا نشعر بأي شيء يضاهي استحالة إحقاق السلام، ولكن المرأة سوف تفعل أي شيء، سوف تذهب إلى أي مدى وعبر أي تقسيم، وستقدم أي تضحية من أجل الحفاظ على أطفالها آمنين.
سوف يحدث ذلك، ولكنه لن يكون قريباً. أنت الآن تقرأ هذا الكلام وقد لا تعيش لرؤيته واقعاً، وقد يستغرق ما ستشعر أنه الدهر كله. المأساة والحياة المدمرة، والحرب والقتل سوف ينتهون جميعاً دون أي تدخل من المرأة. خاصة وهي التي تعمل في أمور أخرى مليئة بالخيال المذهل والمجهود الصعب.
سوف تأخذ المرأة كل هذا الوقت بسبب ما خلفناه لها، بسبب الرجال، وبسبب ما لدينا –نحن الرجال- في الداخل.
إذن.. فالسلام يخيف الرجال، وليس الحرب، بل على العكس فإن الحرب تثيرنا رغم أنها تدمرنا وتسفك دماءنا.
لقد بنينا في أذهاننا ضرورة أن نأخذ جانباً من الأمور لنفعل ما نعتقد أنه يحمي جانبنا، ولكن ذلك دائما ما يكون على حساب أشخاص آخرين. فأصبحت الحرب جزءً منا بقدر ما امتلكنا أسلحة لنستخدمها في الانتقام.. وفي الهزيمة.
الموضوع باختصار له علاقة بالطريقة التي تمت بناءنا بها. إن السلام يخيفنا لأننا وفي أعماقنا نخشى كل شيء، نخشى الخيانة، الخسارة، فقدان السيطرة والهيمنة والمنصف، وفقدان ما نؤمن به إيماناً مطلقاً.
بغض النظر عن أي شيء، فنحن الرجال لا نفهم سوى شيء واحد، وهو القوة حتى وإن كان الرجال على كلا الجانبين على حق.
ولأننا لا نستطيع أن نثق فيما لا نفهمه. فلن نؤمن بالسلام طالما وجدت القوة. السلام الذي نراه هشاً لدرجة أن رجل واحد مع مسدس يمكن أن يطلق ثلاث رصاصات على ظهر رئيس وزراء ويقتل السلام لمدة 21 عاماً.
ونحن نعامل السلام بالطريقة التي نتعامل بها مع النساء. ونحن نعلم أننا لا نفهم النساء. هن في جوهرهن يهددننا، ونحن في الحقيقة نعلم أنهن أقوى منا.
نحن دائماً ما نقوم بإزعاج النساء ونستخدم الفتوة عليهم، بل ونقللمن شأنهن ونحاول إسكاتهم، ونقول أنهن ناقصات، وكل هذا يشكل في محصلته محاولة دفن تحت أسقف المنازل.
الخلاصة أن هناك زخم جيد في إطار تعزيز دور المرأة مثل المؤسسة التي ذكرناها في هذا المقال وغيرها من الحركات والمجتمعات المحلية التي تتصدر فيها النساء ولا سيما الشابات منهن.
إن رحلة النساء من أجل السلام من المرجح أن تكون محبطة بشكل جنوني، ولكنهن سيصلن إلى هناك، حيث أننا نحن الرجال لن نستطيع الاحتفاظ بالقيادة إلى الأبد.