السبت  23 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خبراء يستبعدون إنهاء حكومة التوافق للانقسام بين حركتي فتح وحماس

2014-06-02 00:00:00
خبراء يستبعدون إنهاء حكومة التوافق للانقسام بين حركتي فتح وحماس
صورة ارشيفية

 الحدث- غزة

الاثنين، 2/6/2014
استبعد خبراء سياسيون انتهاء وزوال الانقسام السياسي بين حركتي " فتح" و"حماس" في ظل حكومة "التوافق الوطني"، والتنفيذ الفعلي لاتفاق المصالحة.
ورأى المحللون في أحاديث منفصلة لـوكالة "الأناضول"، أن "التنافر السياسي" بين برنامجي الحركتين المتباعدتين فكريا، سيؤدي إلى عراقيل وعقبات في طريق المصالحة.
وسيكون "التوافق السياسي" هو التحدي الأكبر أمام حركتي "فتح" و"حماس"، للمضي قدما في تطبيق بنود اتفاق المصالحة كما أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر بغزة "ناجي شراب".
واتفقت حركتا "فتح وحماس"، على تولي رامي الحمد الله، رئيس الحكومة في الضفة الغربية، منصب رئيس حكومة التوافق، وإجراء انتخابات جديدة بعد 6 شهور من تشكيل الحكومة، تنفيذا لاتفاق إنهاء الانقسام الذي تم توقيعه في غزة يوم 23 أبريل/ نيسان الماضي.
وقال شراب إنّ التحدي الأكبر في طريق المصالحة الفلسطينية هو اتفاق حركتي "فتح" و"حماس" على برنامج سياسي موحد، وهو الأمر الذي لن يكون ممكنا أمام نهج وفكر الحركتين.
وتابع: "الحركتان متباعدتان فكريا وأيديولوجيا، ولكل حركة برنامجها السياسي الخاص، والأفكار التي لا يمكن أن تتقاطع وتلتقي مع الطرف الآخر، وهو ما سيولد خلافا على الكثير من النقاط التي قد تنتهي بوضع العراقيل أمام طريق المصالحة وتنفيذها".
وأكد شراب أن حركتي "فتح" و"حماس" اندفعتا نحو تحقيق المصالحة بسبب المتغيرات السياسية على أرض الواقع.
واستدرك بالقول: "هو اتفاق طارئ فرّضته الظروف، وهو ما يجعلنا أمام صور تنهي الانقسام على الورق، أو بمفهوم انقسام فلسطين إلى حكومتين الأولى في غزة، والثانية في الضفة ولكن في الحقيقة هناك تنافر سياسي بين الحركتين واختلاف فكري حاد في كافة القضايا، وسيظل هو سيد الموقف".
وعقب فوز حركة "حماس" بغالبية مقاعد المجلس التشريعي في يناير/كانون الثاني 2006، تفاقمت خلافاتها مع حركة "فتح"، وبلغت تلك الخلافات ذروتها بعد الاشتباكات المسلحة بين الحركتين في غزة منتصف يونيو/حزيران 2007، والتي انتهت بسيطرة "حماس" على غزة، وهو ما اعتبرته فتح "انقلاباً على الشرعية".
وأعقب ذلك الخلاف، تشكيل حكومتين فلسطينيتين، الأولى تشرف عليها "حماس" في غزة، والثانية في الضفة الغربية وتشرف عليها السلطة الوطنية الفلسطينية، التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رئيس حركة "فتح".
ودون التوحد على إطار سياسي توافقي، بين الحركتين، سيكون من الصعب تحقيق المصالحة الفلسطينية، وفق رأي "عبد الستار قاسم" الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني.
وأضاف قاسم، وهو أستاذ علوم سياسية سابق في جامعة النجاح بمدينة نابلس في الضفة الغربية، أن حركتي فتح وحماس لن تتفقا على برنامج سياسي موحد.
واستطرد: "هناك اختلاف حاد بين الحركتين في البرامج السياسية، واختلاف فكري، وأيدلوجي لن ينتهي بتشكيل حكومة التوافق الوطني، ولا يمكن لحركة حماس أن تقترب من حركة فتح، والعكس فلكل حركة برنامجها الخاص".
وتوقع قاسم أن يتواصل الانقسام السياسي بين الحركتين، مشددا في ذات الوقت على أن هذا الاختلاف قد يؤدي إلى انهيار العمر الزمني لحكومة التوافق الوطني.
وتساءل: "هل ستقبل حماس ببرنامج حركة فتح الذي يرفض التنسيق الأمني، والتفاوض مع إسرائيل، ويقبل بالشروط الدولية، هل ستقبل فتح ببرنامج حماس ودعوتها الدائمة إلى المقاومة المسلّحة؟".
وعلى الحركتين أن تتفقا على كونهما حركتين وطنيتين فلسطينيتين بعيدا عن التوافق السياسي والاختلاف الأيدلوجي والفكري، كما ذكر "هاني حبيب"، الكاتب السياسي في صحيفة الأيام الفلسطينية الصادرة في رام الله.
وقال حبيب إنه من الطبيعي، أن يتواصل الخلاف السياسي بين الحركتين، ولكن لإنجاح المصالحة والمضي قدما في خدمة الشعب الفلسطيني وتحقيق آماله على "حماس" و"فتح" الالتقاء حول برنامج ينطلق من كونهما حركتين وطنيتين.
غير أن حبيب يخشى أن يؤدي اختلاف البرامج السياسية للحركتين، وعدم الالتقاء على كثير من النقاط كالمفاوضات مع إسرائيل، والقضايا الأمنية وغيرها إلى نشوب خلافات تفتح الباب على مصراعيه لإفشال جهود المصالحة وتدهور الأوضاع لتعود على ما كانت عليه في عام 2007.
وتختلف حركة حماس مع حركة فتح في كثير من القضايا من أبرزها أن حركة "حماس" ذات الفكر الإسلامي لا تعترف بوجود إسرائيل، وتطالب بإزالتها وإقامة دولة فلسطينية على كامل الأراضي الفلسطينية.
وتتبنى حركة حماس مبدأ المقاومة المسلّحة، وتعتبره الطريق الوحيد لتحرير فلسطين.