الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ترجمة الحدث | التهديد الأكبر لإسرائيل ليس الاحتلال، ولا الحرب، ولا الانتفاضة، وإنما.. (فيديو)

2017-10-16 04:55:38 AM
ترجمة الحدث | التهديد الأكبر لإسرائيل ليس الاحتلال، ولا الحرب، ولا الانتفاضة، وإنما.. (فيديو)
علم دولة الاحتلال (ارشيفية- AFP)

 

ترجمة الحدث- أحمد بعلوشة

 

في صحيفة هآرتس قبل أيام، نشر جوناثان ليس مقتطفات من جلسة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لدراسة الكتاب المقدس في مقر إقامته، حيث حذر خلال هذه الجلسة بشكل كبير من أن إسرائيل قد لا تبقى موجودة للاحتفال بعيد ميلادها المئة بعد 31 عاماً. وقد أوصى نتنياهو على ما يبدو بضرورة أن تركز إسرائيل على تجاوز سجل المملكة "الحسمونية"، وهي آخر سيادة يهودية مستقلة استمرت مدة 77 عاماً فقط، وأنهتها الإمبراطورية الرومانية في العام 63 قبل الميلاد.

 

يقول كاتب المقال أنه اتصل بشخصين من المشاركين في الجلسة التي عقدت في ذكرى رحيل شمويل بن ارتزي والد سارة نتنياهو، والتي حضرها حوالي 50 شخصاً، واستمر الحدث مدة ساعتين وكان يتألف من حوالي 15 أكاديميا وشخصيات عامة تتحدث عامة عن الموضوعات المتعلقة بالكتاب المقدس واليهودية، واستجاب نتنياهو لهم.

 

يقول أحد المشاركين: "كانت محادثة مفككة إلى حد ما ولم تكن مثيرة للاهتمام بشكل خاص. ولكن ما كان مثيرا للاهتمام هو كيف كان نتنياهو يستمع باهتمام إلى ما كان كل منا يقوله، ومن الواضح أنه على الرغم من أنه ليس خبيرا في الكتاب المقدس أو التاريخ اليهودي، إلا أنه يقرأ على نطاق واسع حول هذه المواضيع ويأخذها على محمل الجد".

 

ربما تكون الاقتباسات التي قالها نتنياهو قد جاءت عقب تصريحات الكاتب والفيلسوف ميكا جودمان الذي تحدث عن رسالة سوكوت التي يتم فيها توجيه اليهود للخروج من منازلهم والعيش في بيوت مؤقتة.

 

وقال جودمان إن "سوكوت يتحدث عن عدم ثبات أي شيء" وهو ما يتعارض مع الثقافة الغربية ومعظم الديانات التي تستثمر في الأصول والرموز الدائمة. بينما كانت رسالة عدم الثبات هي الرسالة التي يحاول نتنياهو إيقاصلها قائلاً: "دعونا نحاول أن نصل إلى الاحتفال بالذكرى المئة لميلاد الدولة. علينا عبور شريط الثمانين عاماً الذي لم تصله المملكة الحسمونية".

 

وقد فسر شخص واحد تصريحات نتنياهو على أنها مطالبة بنسيان الأبدية، أو القول "إذا وصلنا إلى 100 عام فهذا يعني أننا قمنا بأمر جيد".

 

هو أمر نفسي أكثر من أنه سياسي

 

لقد أعطى نتنياهو هذه المقارنة بين إسرائيل والحسمونيين قدراً كبيراً من التفكير، وهذه ليست المرة الأولى التي يفكر فيها بهذه الطريقة. وكان رئيس تحرير صحيفة "هآرتس ألوف بن أعلن الشهر المواضي أنه أجرى مؤخراً محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي.

 

رئيس وزراء إسرائيل تسيطر عليه هواجس ما إذا كانت بإمكان بلاده أن تدوم قرناً أم لا. ولدى نتنياهو معلومات أكثر دقة من أي شخص آخر تقدمها له المخابرات العسكرية والموساد والخدمات الأمنية في الشين بيت ولجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية وغيرها بشأن الوضع العسكري والاقتصادي الإسرائيلي، ومدى توازن القوى بينها وبين الأعداء المحتلمين في المنطقة التي لم تعد أبداً في صالح إسرائيل.

 

إنه أمر بائس ومحزن بالنسبة للإسرائيليين، ليس لأن نتنياهو قد أثار هذه المخاوف الوجودية بين الإسرائيليين لتحقيق مكاسب سياسية، ولكنه بائس لأن نتنياهو على الرغم من كل ما يعرفه وعلى الرغم من كل خبراته ومهاراته التحليلية فهو يعتقد أن الأمور ما زالت مربكة بالنسبة لإسرائيل.

 

اسباب اعتقاد نتنياهو بهشاشة بقاء اسرائيل يذهب إلى تحليل نفسي أكثر من أنه مرتبط بالجغرافيا السياسية. والده المؤرخ بنزيون نتنياهو كان دائما متجاهلاً جداً لمستوى الحكمة السياسية اليهودية. واعترف في المقابلات أنه فوجئ بأن اليهود نجحوا في بناء دولة مستقلة واستطاعوا أن يخافوا على مستقبلهم. كما أن ابنه مقتنع بأن القتل الإقليمي الحالي لإسرائيل يرجع إلى حد كبير إلى قيادته، وفي لحظات صريحة غير مؤكدة قال إنه لا يمكن لأي زعيم إسرائيلي آخر أن يضمن أمن الدولة.

 

إن التاريخ القصير للمملكة الحسمونية يستحق الدراسة، لكن نتنياهو يبدو أنه يستخلص النتائجة الخاطئة من الفترة الأخيرة من السيادة اليهودية. حيث أثبت الحسمونيون على مدى عقود أنهم بارعون في المناورة بين الامبراطوريات المحيطة بهم، وقاموا بتوسيع حدودهم وبناء أمة -قصيرة الأجل- لكنها مزدهرة. وانتهت أسلحتهم لأنهم ضعفوا من الداخل بسبب الانقسام المتزايد بين الطوائف اليهودية والحرب الأهلية في نهاية المطاف.

 

هذا الخوف غير العقلاني من تدمير إسرائيل هو أعمق من مجرد وجهة نظر قاتمة للقديس نتنياهو حول التاريخ اليهودي والأنا المتضخمة لديه. ولكنه خوف نابع من شيء يهودي جداً ولد على مدى أجيال عديدة زرعت في نفسها الخوف من الاضطهاد، ولكن إذا أثبتت العقود السبعة الماضية أي شيء، فقد أثبتت أن إسرائيل الحديثة غير قادرة على حماية نفسها، وجيرانها أيضاً غير قادرين على توحيد أنفسهم لتدميرها.