الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ترجمة الحدث | إرث بلفور السام لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين

2017-10-21 08:00:13 AM
ترجمة الحدث | إرث بلفور السام لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين
بلفور

 

ترجمة الحدث- أحمد بعلوشة

 

نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقال رأي حول وعد بلفور.

 

وفيما يلي نص المقال:

 

 

لم يكن سعيد حاييم وايزمان، أول رئيس إسرائيلي وقائد الحركة الصهيونية في أوائل القرن العشرين، سعيداً بالصيغة الغامضة التي وجهها وزير الخارجية البريطاني اللورد بلفور إلى اللورد روتشيلد، وقال بلفور في الثاني من تشرين الثاني نوفمبر 1917 "إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى ضرورة تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين".

 

ولكن لم يكن هناك فهم واضح لكيفية دخول الوطن القومي إلى حيز الوجود أو ما ستفعله بريطانيا بالضبط لتحقيق ذلك، غير أنها استخدمت "أفضل المساعي لتسهيل تحقيق هذا الهدف".

 

وكان وايزمان قد عمل بجد خلف الكواليس، من أجل الضغط باتجاه الحصول على تصريح بريطاني، وقال إنه "لم يحب الإعلان في البداية، وأنه لم يكن بالشكل الذي كان يتوقعه".

 

ومع ذلك، كانت قوة عالمية كبرى قد أعربت عن دعمها للطموح اليهودي لبناء شكل من أشكال السيادة اليهودية في فلسطين، وقد وصف وايزمان هذا الدعم بأنه "حدث عظيم".

 

كان إعلان بلفور لحظة المجد بالنسبة لوايزمان، ولكنها أيضاً كانت لحظة سقوطه السياسي. وكانت بريطانيا قد قدمت وعوداً متناقضة للقيادة العربية ووعدتهم بالحفاظ على فلسطين. وكان الإجماع بين الدبلوماسيين المحترفين في الامبراطورية البريطانية ستكون أفضل حالاً دون العمل مع العرب.

 

مفهوم وايزمان الكامل للصهيونية السياسية كان يعتمد على دعم القوى العالمية، وخاصة بريطانيا في تحقيق حلم الدولة. ومع مرور السنوات، تراجعت الآمال في أن تبقى بريطانيا على وعدها وتضاءلت جهودها. وبالتالي تضاءلت قدرة وايزمان على قيادة الحركة.

 

تمت تنحية وايزمان من قبل جيل الشباب الرواد في الحركة الصهيونية بقيادة ديفيد بن غوريون. واعتقدوا أن بناء المستوطنات اليهودية على الأرد وإقامة اقتصاد صهيوني بدون منَّة بريطانية سيجعل حلم الدولة اليهودية حقيقياً.. وكانوا اعتقادهم في مكانه.

 

أصبحت هناك قوة سلاح لدى الحركة الصهيونية. ويقول الكاتب إن ما يسمى بحركة الاستقلال عام 1947 بدأت تحصل على القوة من خلال السلاح، مضيفاً إن بريطانيا ليس لها دور في إنشاء هذه القوة، وإنما كل "رجال الدولة الذين جاؤوا من الخارج وشاركوا في تأسيس إسرائيل".

 

في حين أن حكومات صاحب الجلالة المتعاقبة بذلت كل ما في وسعها لإحباط الدولة اليهودية، كان هاري ترومان وجوزيف ستالين أعطوا في عام 1947 الدعم الحاسم لقرار الأمم المتحدة رقم 181 الذي أنهى الانتداب البريطاني وتقسيم فلسطين إلى دول عربية ويهودية. ويصف الكاتب بريطانيا بأنها "في خاينة نهائية لإعلان بلفور.. امتنعت عن التصويت". ولكن الغريب إن الذكرى السبعين لقرار الأمم المتحدة سيحظى باهتمام أقل بكثير من الذكرى المئة لبلفور.

 

وعلى الرغم من الواقع التاريخي، فإنه في الشهر المقبل في لندن والقدس، ستكون الأحداث الكبرى احتفالاً بذكرى بلفور، الرجل والإعلان في الذكرى السنوية المئة.

 

وسيبقى الفلسطينيون ومؤيدوهم البريطانيون يطالبون الحكومة البريطانية الحالية بإلغاء وعد بلفور الذي أعطى لليهود أرضاً لا تملك بريطانيا الحق فيها. وعلى الجانب الفلسطيني، فمن المنطقي الحفاظ على موضوع بلفور حيث يبقى هذا الوعد دليلاً يساعدهم بإثبات أن إسرائيل هي منشأة إمبريالية.

 

ويقول الكاتب إن الاحتفال بالذكرى المئة لوعد بلفور من قبل الصهاينة والإسرائيليون هو مساعدة للدعاية الفلسطينية، متسائلاً: "لماذا يذهب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى لندن خاصة للاحتفال بهذا الحدث؟".

 

لا يزال هناك توق اسرائيلي للحصول على اعتراف حقيقي من العالم، وأعتقد أن ذلك سيكون حين يقبل العالم الحجج الإسرائيلية. أما إرث بلفور فهو سام، سواء بالنسبة للإسرائيليين أو للفلسطينيين، فهو يغذي الفكرة القائلة بأنَّ الصراع بين الجانبين كان سببه قوى خارجية بينما كان يمكن حل الصراع من قبل الجانبين. وبالنسبة للفلسطينيين، فإنهم يحافظون على فكرة أن اليهود هم نتاج عملية زرع أجنبية يجب استئصالها، ويحافظون أيضاً على هدف إقناع العالم بعدالة قضيتهم.