بعد أكثر من عشرة سنوات من المعاناة وما تخللها من اتفاقيات المصالحة الفلسطينية التي أبرمت في عواصم الدول العربية، يدور هذا الملف وتدور معه كل الاحتمالات ما بين النجاح والفشل، وتبقى بداية الانطلاق هي نهاية الحل وكلمة السر هنا " الشقيقة والجارة مصر".
السؤال الذي حير الجميع ما الذي امتلكته مصر للضغط على طرفي الانقسام؟، وجرهم من جديد لملعب المصالحة، وإقناع حركة حماس بتغيير موقفها تجاه مصر، وتجاه التوافق مع حركة فتح، اللاعبين على مر هذه السنوات كثر، ولكنه يبدو الأكثر ذكاءا ودهاءا في التعامل مع الملفات الساخنة، جاء خالد فوزي رئيسا للمخابرات المصرية حاملا معه القلق لإسرائيل والحل للفلسطينيين.
بالرجوع إلى ما ذكرته الصحف العبرية "يديعوت احرنوت" في أواخر عام 2014 حول تعيين خالد فوزي رئيسا لجهاز المخابرات المصرية، وما ترتب عليه من ريبة وقلق لدى إسرائيل خاصة انه كان المسئول عن كشف جميع قضايا التجسس، بما في ذلك قضية الجاسوس الإسرائيلي "ايلان جرابيل"، والتي أدت إلى تبادل أسرى بين مصر وإسرائيل، وذلك بالإفراج عن 25 مواطن مصري، هناك من اعتبر ان هذا نجاح يسجل لجهاز المخابرات المصرية ورسالة لإسرائيل لازالت شباكنا حاضرة لاصطياد المزيد.
صائد الجواسيس هكذا لقب خالد فوزي رئيس جهاز المخابرات العامة، ويبدو انه يملك من الإمكانيات العقلية والمعلوماتية ليعتمد قاعدة "الهجوم هو خير وسيلة للدفاع"، أي الأوراق تم استخدامها في الملف الفلسطيني الساخن والمعقد ، أي مفاتيح العقل التنويري " المفاجئ" تم تعبئته في قطاع غزة ليتسرب بين جدران وأروقة بعض من قيادات حركة حماس، لتغير المصالحة بوصلة شراعهم عن بعض الجهات الداعمة لهم.
لا أحد يختلف على مصلحة مصر من استقرار الوضع الفلسطيني، واستقرار امنها الحدودي مع فلسطين، ويبدو أن هذا الأمر أصبح مؤرقا لمصر خاصة بعد الهجمات الإرهابية المتكررة عليها ولا يخفى على أحد أنه يتم دائما ربط قطاع غزة بالموضوع وكأنها البوابة الأضعف لدى مصر، إذا ما العمل؟
رمى الصائد شباكه وهذه المرة صيد ثمين لا يمكن التفريط فيه، لكنه لازال محاط بخيوط عنكبوتيه، تحتاج إلى الحماية والتمكين ولا نبالغ إن قلنا بعض التمرين، شرعية المصالحة أعطت بدورها شرعية التواجد الأمني المصري في قطاع غزة، هنا سيبدأ العمل من الداخل، وهنا تكمن شرعية هذا السؤال: من اصطدت هذه المرة يا صائد الجواسيس؟