ترجمة الحدث - احمد بعلوشة
نشرت صحيفة جيروسالم بوست مقالا حول افاق المصالحة وشروط الولايات المتحدة التي تضعها امام حماس.
وفيما يلي نص المقال:
جيسون غرينبلات مفاوض إدارة ترمب أعلن الأسبوع الماضي أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب تسوية الوضع مع السلطة الفلسطينية، ما يعني أن إسرائيل وواشنطن باتتا على نفس المنوال بعد سنوات من وجهات النظر المتباينة. ولسوء الطالع، لا تزال حماس شريكة في صناعة القرار الفلسطيني ومتمسكة برفضها التام للسلام مع الدولة اليهودية.
ووقف غرينبلات إلى جانب الموقف الإسرائيلي من مفاوضات الوحدة الفلسطينية في القاهرة، قائلاً: "يجب على أي حكومة فلسطينية قادمة أن تلتزم بشكل لا لبس فيه باللا عنف والاعتراف بدولة إسرائيل وقبل الاتفاقات والالتزامات السابقة بين الطرفين، بما في ذلك نزع سلاح الإرهاب والالتزام بالمفاوضات السلمية. وإذا كان على حماس أن تلعب أي دور في حكومة فلسطينية فعليها أن تقبل هذه المتطلبات الأساسية".
هناك رياح جديدة تهب من واشنطن نحو الشرق الأوسط، لكن حماس في غزة تختار تجاهل هذه الرياح متفهمين للتناقض المستحيل لاتفاق سلام بين إسرائيل وحماس، كما تعلم الأخيرة جيداً بأنها تشكل تهديداً وجودياً على إسرائيل.
وقد رد رئيس حماس الأمني يحيى السنوار على بيان غرينبلات حول الشروط بأن قال أن كل ذلك ممكناً فقط في حال "محو" الدولة اليهودية عن الوجود. وبرغم أربعة صراعات دموية بين الحركة وإسرائيل، ما زالت حماس لم تحصل على هذا الهدف.
ونقلت وكالة شهاب الفلسطينية، أن السنوار خلال اجتماعه بالشباب الناشطين في غزة الخميس الماضي قال: "الوقت الذي تناقش فيه حماس قضية الاعتراف بإسرائيل قد انتهى"، موضحاً أنَّ "النقاش الآن بات يتعلق بالوقت الذي سيتم فيه محو إسرائيل عن الوجود".وتعتبر الحركة الإسلامية حركة إرهابية بالنسبة للولايات المتحدة وغيرها من الدول، وتضم الحركة كتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع العسكري والذي ينتمي له حوالي 25 ألف مقال مدربين على إطلاق النار، وجاهزين لإطلاق 4 آلاف صاروخ باتجاه إسرائيل، كما تم تدريبهم وتجهيزهم لحفر أنفاق للقيام بشن هجمات على الكيبوتسات القريبة من القطاع.
وقال السنوار لجمهور من الشباب: "لا أحد في العالم يستطيع أن يسلب منا أسلحتنا. لا تمر دقيقة واحدة في النهار ولا في الليل دون مراقبة قواتنا للوضع. نحن مقاتلون من أجل حرية شعبنا الفلسطيني".
ويبدو أن حماس فشلت في اختبار واقعها الأخير، الأمر الذي جعلها تقبل أخيراً فشلها التام في حكم غزة منذ أن هزمت فتح في انقلاب دموي عام 2007. إن حماس مستعدة للسماح للسلطة الفلسطينية بالعمل في المجال الحكومي، في حين أنها ليست مستعدة للتضحية من أجل حرية شعبها.
من جهته صرح بنيامين نتنياهو إن إسرائيل بينما تريد حل النزاع، إلا أنها لن تجري مفاوضات مع حماس المتشددة.
وقال نتنياهو في لقاء أجراه مع مستوطني وادي الأردن: "نحن نريد السلام الحقيقي ولكننا لن نجري مفاوضات مع منظمة إرهابية في لباس دبلوماسي".
وما حاول نتنياهو إيصاله في هذا التصريح هو أنه لا يمكن التفاوض مع أمر غير منطقي، وأنَّ حماس متوهمة بأنها قادرة على تدمير إسرائيل.
أما عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني فأشار إلى أنَّ القيادة الفلسطينية في رام الله تدرك أوجه الشبه بين تصريحات غرينبلات ومجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي بشأن آخر محاولة للمصالحة الفلسطينية. وأشار إلى أنه إذا تم تشكيل حكومة وحدة فلسطينية مع حماس فعليها أن تتبع سياسات منظمة التحرير الفلسطينية التي تعترف بإسرائيل وتدعم إنهاء الصراع بالوسائل السلمية التي لا تشمل العنف.
وتضمن المجلس الأمني الإسرائيلي في بيانه قبل يوم واحد من بيان غرينبلات الحديث عن ضرورة إعادة جثث الجنود الإسرائيليين المخطوفين لدى حماس إلى جانب "المواطنين" الإسرائيليين الإثنين اللذين تحتجزهما. وحتى لو قررت حماس أن تثبت أنها يمكن أن تتصرف بطريقة عقلانية وتلبي هذا المطلب كبادرة حسن النية، فإنَّ استمرار القتال ضد إسرائيل -كما عبر عنه السنوار هذا الأسبوع- هو أكبر دليل على أنه من الصعب أن تكون الحركة شريكاً للسلام مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.