الحدث-علي نور كوتلو
يفتتح الكاتب مقاله بالتساؤل: "ماذا يحدث لنا؟"، ويعتبر أن العالم الإسلامي يعيش حالة من الحرب، حيث تواجه بلدانه هجمات إرهابية وانقلابات وأزمات وفوضى، وهو ينجر إلى أزمة كبيرة، ناشبة بين مكوناته نفسها، مع استثناء "الحرب الإسرائيلية- الفلسطينية".
ويقسم الكاتب الأزمة، التي يعيشها العالم الإسلامي، إلى أربع مراحل هي:
الهزة الأولى: انهيار الدولة العثمانية
يوضح كوتلو أن العالم الإسلامي يعيش هزة منذ مئة عام، بعد انهيار الدولة العثمانية، حيث خرج من أراضيها أكثر من ستين بلدًا، لم تنعم بالاستقرار، ولو لعقد واحد، وعاشت تحت اضطهاد قادة "ذوي نوازع متسلطة وديكتاتورية"، حتى جاء الربيع العربي. وهنا عقدت البلدان الغربية اتفاقات ضمنية مع الأنظمة الديكاتورية الحاكمة في العالم الإسلامي، لم يكن الطرفان فيها يعتديان على بعضهما البعض بموجب المصالح المتبادلة.
المرحلة الثانية: حرب المصالح السياسية
ينتقل الكاتب إلى وصف المرحلة الثانية في الأزمة، مبيناً أن العالم الإسلامي شهد، مع حلول الربيع العربي، هزة ثانية عميقة وعنيفة بعد الحرب العالمية الأولى، حيث دخل مرحلة الثورة، بتأثير من حركة الإخوان وتركيا، ثم تحولت الأحداث إلى "ثورة معاكسة". ويرى أن الدول الغربية لم تعرف كيف ستتعامل مع الربيع العربي، فتفرجت على تساقط الديكتاتوريات أولاً، وبعد عام، قررت عقد اتفاقاتها الضمنية السابقة مع ديكتاتوريات جديدة.
ويضيف أن هذه التغييرات المترددة، أخرجت "قطار الشرق السريع عن مساره"، فسيطرت الحروب الداخلية والإرهاب والفوضى على أراضي العالم الإسلامي، إلا أن أصل الأزمة كامن في المصالح السياسية، فإيران دعمت النظام السوري سعيًا إلى حماية "الهلال الشيعي"، في حين استخدمت السعودية بطاقة السلفية، لكي لا يحاصرها الهلال الشيعي، وأقدمت تركيا على عدد من الحملات لئلا تفقد قوتها في المنطقة.
المرحلة الثالثة: الحروب الطائفية
يشير كوتلو إلى أن الأزمة تعمقت بشكل أكبر عندما تحول صراع المصالح السياسية إلى حرب طائفية، وتصادمت قوتان، تتزعمهما السعودية وإيران، في كل المناطق، واندلعت الحروب الداخلية في سوريا والعراق ولبنان وليبيا واليمن، في حين شهدت البحرين وباكستان والإمارات والأردن والكويت توترًا شديدًا.
ويوضح أن البلدان الغربية وإسرائيل، أثارت كل هذه الحروب الداخلية وحالة الفوضى، بل إنها قامت بعمليات سرية في بعض المناطق، وأثارت أزمات أيضًا في تركيا، التي أصبحت في الأعوام العشر الأخيرة مركز جذب.
المرحلة الأخيرة: أزمة الاعتقاد
يصل الكاتب إلى المرحلة الأخيرة، حيث يعتبر أن جو الفوضى خلق كيانات غريبة ومذهلة، منها تنظيم داعش، الذي فتح مرحلة جديدة في الأزمة من خلال نشأته واعتقاده وممارساته، ويضيف: "فهو كائن غريب، ولد من رحم الفوضى، تجاوز الحرب الشيعية- السنية، فهو يقتل السنة والشيعة، ويقطع رؤوس المسيحيين والمسلمين بنفس التلذذ".
ويمضي الكاتب قائلًا: "وضع التنظيم نموذج اعتقاد جديد على غرار الخوارج، واستقطب كثيراً من الشبان من جميع أنحاء العالم بشكل مذهل. وبدأ العالم الإسلامي ينجر إلى جدل عميق ومعقد، وفي جو الفوضى حيث القاتل والمقتول من المسلمين، تخاصمت الجماعات والطرق والتنظيمات والأحزاب، وأخذت تتحين الفرصة لتدمر بعضها البعض".
ويختتم كوتلو مقاله بالقول إن الحضارة الإسلامية، أضحت تُعتبر دين الرعب والكراهية والعنف، خلال الأعوام القليلة الماضية، بينما كانت قبل فترة قصيرة البديل للغرب، الذي يعاني من أزمة الحداثة، ليخلص إلى أن: "حضارتنا تنحدر نحو أزمة عميقة وكبيرة، حتى قبل أن تعود إلى الح