الحدث- عصمت منصور
كلما مر الوقت طفت على السطح الخلافات والصعوبات أمام اتفاق المصالحة الفلسطيني وازدادت الشكوك حول نوايا الأطراف الموقعة عليه سواء من جهة حماس أو الرئيس الفلسطيني أبو مازن الذي رد على ممثل الجبهة الشعبية في اجتماع اللجنة التنفيذية عمر شحادة عندما طالبه برفع الاجراءات التي اتخذها ضد حماس بالرفض مشترطا أن تنقل حماس الصلاحيات كاملة للحكومة الفلسطينية وفق ما نشرته صحيفة معاريف الإسرائيلية.
رئيس هيئة المعابر نظمي مهنا وصل الى غزة يوم أمس وسيلتحق به رؤساء الاجهزة الأمنية خلال أيام لأجراء لقاءات مع قادة حماس لبحث اليات تطبيق الاتفاق.
وحسب اتفاق القاهرة 2011 الذي اعتمد كمرجع من المفترض ان ينتشر 300 الاف رجل أمني فلسطيني وهو ما ناقشته مركزية فتح حيث أمر بناء عليه الرئيس أبو مازن بتجنيد أعضاء جدد من القطاع وتحديدا من انصار فتح ومنظمة التحرير.
فيما ولدى حماس17 ألف عضو في الأجهزة الأمنية ولكن السلطة تعارض استمرارهم في الخدمة بدعوى أن عددهم كبير وخشية من استمرار حماس في سيطرتها من خلالهم وأبدت استعدادها لاستيعاب جزء بسيط منهم فقط ودمجهم في الاجهزة الأمنية وهو ما ترفضه حماس لأنها تعتبر أن فصلهم غير منصف بعد أن خدموا لفترة طويلة.
من الواضح للطرفين أن من يسيطر على أجهزة الامن سيسيطر عمليا على القطاع هذا دون الحديث عن سلاح القسام والذي لم يطرح للنقاش بعد.
الخلاف الأخر يتعلق بالمعابر التي يفترض أن يتولى ادارتها حرس الرئيس ولكن حماس تريد الإبقاء على جزء من أمنها على معبر رفح وتقاسم الأمن مع حرس الرئيس.
المعابر التجارية ورواتب الموظفين الذين يعملون بها والتي تدفع من الجمارك التي تجبى منها هو الأخر سؤال شائك وغير متفق عليه.
من المنتظر ان تجتمع في الايام القادمة اللجنة الخاصة بالموظفين في غزة والذين يصل عددهم الى 42 ألف تم توظيفهم من قبل حماس عندما سيطر على القطاع وهو أيضا ملف عالق.
المخابرات المصرية اوفدت وفد للمكوث بشكل دائم في القطاع للأشراف على تنفيذ الاتفاق والتوسط بين الطرفين ولكن مشكلة عدم الثقة بين الأطراف ستجعل هذه المهمة أصعب بشكل خاص.
الدخول في التفاصيل الكثيرة يخلق مشاكل كثير لأن الشيطان يكمن في التفاصيل وهو ما يعتبر دخول مرحلة لي الاذرع بين فتح وحماس.
الرئيس تجرع الجرعة المرة وتقبل بقاء كتائب القسام بشكل مؤقت من أجل عدم الدخول في صراع مع مصر ولكنه لن يقبل استنساخ تجربة حزب الله الى غزة.
توجهات الرئيس أبو مازن لرجاله عدم التعجل في ننقل السلطة والسير خطوة خطوة من اجل التأكد ان النقل حقيقي والصلاحيات كاملة بينما موضوع الاجراءات ضد غزة ستبقى قائمة للتلويح بها وتشكيل عامل ضغط على حماس.
حماس يتوق للخلاص من عبئ حكم القطاع والضغط الذي يخلقه عليه وهو اتخذ قرار استراتيجي بنقل السلطة للحكومة الفلسطينية والعودة الى دوره كفصيل مقاتل من خلال جناحه العسكري عز الدين القسام وهم يعتبرون أن الرئيس هو من عليه ان يواجه أزمات القطاع المعيشية.
هذه عينه فقط من المشاكل والقضايا التي يفترض ان يناقشها قادة الفصائل في اجتماعهم القادم في القاهرة في 21 من الشهر القادم.
أخيرا الرئيس أبو مازن يخشى جدا من دمج حماس في المنظمة وحماس ترى فيها خطوة مهمة للسيطرة عليها والانتقال الى الضفة الغربية وليس غزة فقط.