سيصدر قريبا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، كتاب جديد لمؤلفه جوني منصور، بمناسبة مرور مئة عام (قرن) على صدور "وعد بلفور".
الكتاب يوضح الطريق التي اعتمدها زعماء المنظمة الصهيونية في سبيل الحصول على تصريح يدعم مطلبهم بإقامة كيان ـ
الوعد يضمن إقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين ومقام على أساس ذرائع واهية ووهمية.
ويؤكّد الكتاب على أن المنظمة الصهيونية قد تفاوضت مع عدد من الحكومات الأوروبية لنيل تصريح من طرفها، ولكن في نهاية مسار التفاوض صدر التصريح عن الحكومة البريطانية بتوقيع بلفور وزير خارجيتها في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني 1917.
ويتطرق الكتاب أيضا بتفصيل وتحليل لنص التصريح من وجهات النظر التاريخية والسياسية المتعلقة بمواقف بريطانيا والمنظمة الصهيونية، وكذلك مواقف العرب ودول أخرى من التصريح.
يوضح الكتاب مدى أهمية وعد بلفور على مشاريع المنظمة الصهيونية، وتداعيات الوعد على العرب، من النواحي الاقتصادية والاستراتيية والاجتماعية والسياسية.
وبحث المؤلف في قانونية الوعد، مخصصا فصلا كاملا لمناقشة قانونيته وشرعيته وفقا لمبادئ القانون الدولي.
يعكس الكتاب بصورة تفصيلية كيفية تطور فكرة الدولة في أوساط آباء الحركة الصهيونية وصولا إلى هرتسل، ومن ثم انتقالها إلى المسار العملي على يد حاييم وايزمن.
ومن جهة أخرى يبين الكاتب الصلة القوية والعميقة بين الفكر الاستعماري والتهجيري الصهيوني والفكر الاستعماري الغربي وعلى وجه الخصوص البريطاني.
وخلص الكتاب إلى أن صلة التهجير في الفكر الصهيوني التي تناغمت مع الاستعمار البريطاني قد عززت المشروع الصهيوني في الاستيلاء على فلسطين تدريجيا في فترة الانتداب البريطاني، بدعم واضح من حكومة لندن، ومن ثم الانقضاض على فلسطين والفلسطينيين في مدنهم وقراهم عام 1948.
وأضاف المؤلف بكتابه أن مئة عام من الصراع العربي الفلسطيني من جهة، والصهيوني الإسرائيلي من جهة أخرى، أحدثت مجموعة من التغييرات الداخلية في المجتمعات الفلسطينية الممزقة جراء النكبة والتشتت، التي احدثت بدورها تغييرات إقليمية خطيرة جدا لا تزال تتفاعل إلى يومنا هذا.
واستنتج المؤلف أن فكر التفكيك الذي عكسه تصريح بلفور، ومن قبله سايكس بيكو هو الذي يميز رؤى وتطلعات الاستعمار الأوروبي والأمريكي وتفاعل الفكر الصهيوني معه.
مساحة الكتاب واقعة على 376 صفحة من الحجم الكبير مع ملحق صورٍ لأعلام المرحلة