الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ترجمة الحدث| الوقائع الغريبة في اختفاء جامعة الناصرة

2017-10-31 05:23:28 AM
ترجمة الحدث| الوقائع الغريبة في اختفاء جامعة الناصرة
مدينة الناصرة

 

ترجمة الحدث - احمد بعلوشة

 

نشرت صحيفة هآرتس تقريرا حول احدى جامعات الناصرة التي لم يقدر لها سوى التهميش.

 

فيما يلي نص التقرير:

 

في أوائل السبعينات، نشر إميل حبيبي "الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل". ولكني هنا أود أن أتحدث عن قصة لا تقل دراماتيكية "الوقائع الغريبة في اختفاء الجامعة في الناصرة".

 

وكما نعلم، فإن المؤسسة الإسرائيلية لا تقول لا، ولا سيما فيما يتعلق في المسائل الفكرية، وفي نهاية الأمر هم يتعاملون مع أنفسهم على أنهم قادة شعب الكتاب المقدس. ولكن هذه المؤسسة سوف تكون خشنة موجافة مع أي شخص يحاول إنشاء جامعة، لذلك ومن أجل سلامته، فإن الشخص يتخلى عن فكرة المحاولة أصلاً.

 

هناك قصة عن رجل يقترض 10 شيكل من صديق. وفي اليوم التالي يأتي إلى الصديق ويقول له بحماس: أنا مدين لك بعشرة شواكل أليس كذلك؟ إقرضني 10 أخرى وغداً سأرد لك العشرين. والصديق يعطيها له. في اليوم العاشر ومع نفس الحماس يقول الرجل لصديقه: أنا مدين لك بـ100 شيكل أليس كذلك؟ وقبل أن يتمكن من الاستمرار يصبح من الضروري أن يرد عليه صديقه: "أنت لست مدين لي بأي شيء، فقط دعني وشأني".

هذا ما حدث للجامعة المأمولة في الناصرة. منذ ما يقرف من 50 عاماً، كان قادة المجتمع العربي يقاتلون من أجلها ولم يتحرك شيء معهم. فكلام الجبال والمراسلات والوعود والاجتماعات واللجان وكل هذه التفاصيل لم تنفع بشيء. وعندما اعترفوا بالنهاية بمؤسسة أكاديمية في الناصرة، أخذوا تمويلهم "مثل الشخص الذي يطلب منه السباحة بيديه وقدميه معاً". وبعد سوء المعاملة التي تعرضت لها المؤسسة، ادعت وزارة التعليم أن المستوى الأكاديمي للمؤسسة منخفض وأن البنية التحتية لا تفي بالمعايير، فأصدر وزير التربية نفتالي بينيت مناقصة لإنشاء كلية أكاديمية في مدينة عربية. وهناك أيضاً تكررت الطقوس نفسها رغم وجود مؤسسات استجابت للمناقصة ومن بينها جامعة حيفا وجامعة بار إيلان التي قيل إنها لم تستوف المعايير. ومنذ ذلك الحين وبعد 18 شهراً، لم تسمع كلمة واحدة حول موضوع المناقصة، وهذا الصمت الغريب لا يحدث إلا في فيلم Hitchcock.

وبعد ذلك، ذكرت القناة العاشرة في الأسبوع الماضي الازدهار الحاصل في الفصل العنصري في كلية أونو الأكاديمية، حيث يدرس الطلاب العرب بشكل منفصل في مبنى مختلف. وكشف التقرير أنه بعد احتجاجات وامتعاظ، أعادوهم إلى مباني الكلية ولكن استمرت الفصول الدراسية المنفصلة. وهنا نقول تهانينيا بتسائيل سموتريتش -عضو كنيست عن البيت اليهودي- إرثك الذي بدأ في الحضانة.. وصل الآن إلى الجامعة.

غير أن المراسل عمري مانيف، أسقط القنبلة في نهاية تقريره: وأعطى مجلس التعليم العالم في إسرائيل موافقته على إنشاء كلية عنصرية في مدينة عربية. حسنا هنا نبض خبري للعرب، المؤسسة لا تريد أن تكون هناك جامعة في مدينة عربية، حتى تحت رعاية جامعة مخضرمة. وبدلاً من ذلك فإنها تعطي المهمة إلى كلية عنصرية وكل ذلك يجري عبر مكالمة هاتفية، وفي غضون 10 دقائق.

. رجاء كونوا عنصريين بقلب، فالناس يبحثون فقط عن القليل من الاعتبار. من فضلكم أيها الأعضاء.. لا تدعوا الناس الذين كرسوا عقود من حياتهم لإنشاء جامعة في الناصرة يسمعون ويشاهدون كل هذه العنصرية بعينهم.. ألا يمكنكم أن تكونوا عنصريين بقلب؟

وإذا كان هناك جزء من الكرامة الإنسانية هنا، فيجب على أعضاء الكنيست أن يستقيلوا ويعتذروا، ليس من العرب ولكن من القيم العالمية التي تم إنشاؤها وتقدمها في العالم، وإذا كان اليهود يشعرون أنهم كانوا مظلومين يوماً، فعليهم أن يشعروا بمن يقومون بظلمهم الآن.